في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

قارعة للصخر بحوافرها حتى توري الشرر منها

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

المفردات :

الموريات قدحا : هي الخيل تضرب بحوافرها الأرض فتقدح نارا ، يقال : أورى الزناد ، إذا أخرج النار على هيئة شرار .

التفسير :

2- فالموريات قدحا .

هي نفس الخيل تعدو نحو العدوّ ولها حمحمة ، ومن شدة وثبها تقدح الشرر بحوافرها من صدم حوافرها للحجارة ، واندفاعها في سيرها عند الجري .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

{ فَالْمُورِيَاتِ } بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار { قَدْحًا } أي : تقدح{[1468]}  النار من صلابة حوافرهن ، [ وقوتهن ] إذا عدون .


[1468]:- في ب: تنقدح.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم قال : { فالموريات قدحا } يقدحن بحوافرهن في الحجارة نارا ... كانت تصيب حوافرهن الحجارة فتقدح منهن النار . ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

اختلف أهل التأويل في ذلك؛

فقال بعضهم : هي الخيل تُورِي النارَ بحوافرها .

وقال آخرون : بل معنى ذلك أن الخيل هِجْنَ الحرب بين أصحابهنّ ورُكْبانهنّ .

وقال آخرون : بل عُنِي بذلك : الذين يُورون النار بعد انصرافهم من الحرب ...

وقال آخرون : بل معنى ذلك : مكر الرجال ...

وقال آخرون : هي الألسنة ... وقال آخرون : هي الإبل حين تسير تَنْسِفَ بمناسمها الحصى ... وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : أن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالموريات التي توري النيران قدحا ، فالخيل تُوري بحوافرها ، والناس يورونها بالزّند ، واللسان - مثلاً -يوري بالمنطق ، والرجال يورون بالمكر -مثلاً- ، وكذلك الخيل تهيج الحرب بين أهلها إذا التقت في الحرب ، ولم يضع الله دلالة على أن المراد من ذلك بعضٌ دون بعض ، فكلّ ما أوْرت النارَ قدْحا فداخلة فيما أقسم به ، لعموم ذلك بالظاهر .

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي تضرب الحجر بالحجر فتخرج منه النار من شدة سيرها وعدوها ، وفي الخيل شدة ضرب الحوافر على ما ذكرنا . ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{ قَدْحاً }: قادحات صاكات بحوافرها الحجارة . والقدح : الصك . والإيراء : إخراج النار ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{ فالموريات قدحا } أي: فالمنجحات أمرا ، يعني الذين وجدوا مقصودهم وفازوا بمطلوبهم من الغزو والحج ، ويقال للمنجح في حاجته : ووري زنده ، ثم يرجع هذا إلى الجماعة المنجحة ، ويجوز أن يرجع إلى الخيل ينجح ركبانها ....

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ فالموريات } أي المخرجات للنار بما يصطك من نعالها بالأحجار ، لا سيما عند سلوك الأوعار . ولما كان الإيراء أثر القدح قال : { قدحاً } أي تقدح ضرباً بعنف كضرب الزند ليوري النار ...

فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني 1250 هـ :

والراجح أنها الخيل كما ذهب إليه الجمهور ، وكما هو الظاهر من هذه الأوصاف المذكورة في هذه السورة ما تقدّم منها وما سيأتي ، فإنها في الخيل أوضح منها في الإبل ،...

التفسير الحديث لدروزة 1404 هـ :

الموريات : من الوري ، وهو إيقاد الشرارة والشعلة والنار . قدحا : القدح هو الحك الشديد بالشيء الصلب لبعث الشرر ....

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

قوله تعالى : { فالموريات قدحا } قال عكرمة وعطاء والضحاك : هي الخيل حين توري النار بحوافرها ، وهي سنابكها ، وروي عن ابن عباس . وعنه أيضا : أورت بحوافرها غبارا . وهذا يخالف سائر ما روي عنه في قدح النار ، وإنما هذا في الإبل . وروى ابن نجيح عن مجاهد { والعاديات ضبحا . فالموريات قدحا } قال : قال ابن عباس : هو في القتال ، وهو في الحج . ابن مسعود : هي الإبل تطأ الحصى ، فتخرج منها النار . وأصل القدح الاستخراج ، ومنه قدحت العين : إذا أخرجت منها الماء الفاسد ، واقتدحت بالزند . واقتدحت المرق : غرفته . وركَّى قدوح : تغترف باليد . والقديح : ما يبقى في أسفل القدر ، فيغرف بجهد . والمقدحة : ما تقدح به النار . والقداحة والقداح : الحجر الذي يوري النار . يقال : ورى الزند ( بالفتح ) يري وريا : إذا خرجت ناره . وفيه لغة أخرى : وري الزند ( بالكسر ) يري فيهما . وقد مضى هذا في سورة " الواقعة " {[16295]} . و " قدحا " انتصب بما انتصب به " ضبحا " . وقيل : هذه الآيات في الخيل ، ولكن إيراءها أن تهيج الحرب بين أصحابها وبين عدوهم . ومنه يقال للحرب إذا التحمت : حمي الوطيس . ومنه قوله تعالى : { كلما أو قدوا نارا للحرب أطفأها الله }{[16296]} [ المائدة : 64 ] . وروي معناه عن ابن عباس أيضا ، وقاله قتادة . وعن ابن عباس أيضا أن المراد بالموريات قدحا : مكر الرجال في الحرب ، وقاله مجاهد وزيد بن أسلم . والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه : والله لأمكرن بك ، ثم لأورين لك . وعن ابن عباس أيضا : هم الذين يغزون فيورون نيرانهم بالليل ، لحاجتهم وطعامهم . وعنه أيضا : أنها نيران المجاهدين إذا كثرت نارها إرهابا . وكل من قرب من العدو يوقد نيرانا كثيرة ليظنهم العدو كثيرا . فهذا إقسام بذلك . قال محمد بن كعب : هي النار تجمع . وقيل : هي أفكار الرجال توري نار المكر والخديعة . وقال عكرمة : هي ألسنة الرجال توري النار من عظيم ما تتكلم به ، ويظهر بها من إقامة الحجج ، وإقامة الدلائل ، وإيضاح الحق ، وإبطال الباطل . وروى ابن جريح عن بعضهم قال : فالمنجحات أمرا وعملا ، كنجاح الزند إذا أوري .

قلت : هذه الأقوال مجاز ، ومنه قولهم : فلان يوري زناد الضلالة . والأول : الحقيقة ، وأن الخيل من شدة عدوها تقدح النار بحوافرها . قال مقاتل : العرب تسمي تلك النار نار أبي حباحب ، وكان أبو حباحب شيخا من مضر في الجاهلية ، من أبخل الناس ، وكان لا يوقد نارا لخبز ولا غيره حتى تنام العيون ، فيوقد نويرة تقدم مرة وتخمد أخرى ، فإن استيقظ لها أحد أطفأها ، كراهية أن ينتفع بها أحد . فشبهت العرب هذه النار بناره ؛ لأنه لا ينتقع بها . وكذلك إذا وقع السيف على البيضة فاقتدحت نارا ، فكذلك يسمونها . قال النابغة :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفَهم *** بهن فلولٌ من قراع الكتائبِ

تَقُدُّ السَّلوقِيَّ المضاعفَ نسجُه *** وتُوقِدُ بالصُّفَّاح نار الحُباحِب{[16297]}


[16295]:راجع جـ 17 ص 221.
[16296]:آية 64 سورة المائدة.
[16297]:السلوقي : الدرع المنسوبة إلى سلوق، قرية باليمن. والصفاح: جمع صفاحة، وهي الحجر العريض.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱلۡمُورِيَٰتِ قَدۡحٗا} (2)

ولما ذكر عدوها ، أتبعه ما ينشأ عنه ، فقال عاطفاً بأداة التعقيب ؛ لأن العدو بحيث يتسبب عنه ويتعقبه الإيراء : { فالموريات } أي المخرجات للنار بما يصطك من نعالها بالأحجار ، لا سيما عند سلوك الأوعار .

ولما كان الإيراء أثر القدح قال : { قدحاً * } أي تقدح ضرباً بعنف كضرب الزند ليوري النار ، ونسب الإيراء إليها لإيجادها صورته وإن لم يكن لها قصد إليه .