الذي ينهى : إشارة إلى أبي جهل .
عبدا إذا صلى : يريد النبي صلى الله عليه وسلم .
أرأيت : استخبارية بمعنى أخبرني .
9 ، 10 ، 11 ، 12- أرأيت الذي ينهى* عبدا إذا صلى* أرأيت إن كان على الهدى* أو أمر بالتقوى .
هذه الآيات تعجيب من حال طاغية باغ ، يتطاول على إنسان مؤمن ، مستقيم عابد مصل ، ثم يتوجه القرآن بهذا التساؤل فيقول : أرأيت إن كان على الهدى* أو أمر بالتقوى . أي : أرأيت يا كل من يتأتّى منه الرؤية إن كان هذا المصلي المطيع لله المتفرغ لعبادته ، على هداية من ربه ، قد أهلمه الله الهدى ، أو كان هذا المصلي آمرا بالتقوى والإيمان والطاعة لله وعبادته ، كيف يزجر وينهى عن الخير ؟ !
وقد ورد في سبب النزول أن الآيات نزلت في أبي جهل ، كان ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند الكعبة ، ويتوعده .
ولا خلاف بين المفسرين في أن المصلّي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والنّاهي هو أبو جهل ، حيث قال : لئن رأيت محمدا بصلي لأطأن عنقه ، والإتيان بلفظ ( العبد ) منكّرا لتفخيمه صلى الله عليه وسلم ، واستعظام النهي ، وتأكيد التعجيب منه .
ولما ذكر ما لعله يكون عليه في تكميل نفسه ، ذكر ما لعله يعانيه من إنجاء غيره فقال : { أو أمر } أي ذلك الناهي { بالتقوى * } أي التي هي عماد الدين ، وهي عمارة الباطن بالنور الناشئة عن الهدى ، وعمارة الظاهرة لذلك ، المترشحة من عمارة الباطن ، الموجب لذلك ، فأمر هذا المصلي بملازمة خدمة سيده المجمع على سيادته ، ولا شك في توحيده بالربوبية بالإقبال على ما يرضيه من أفعال العبادة ، ليكون ذلك وقاية لفاعل من سخطه فيأمن الهلاك ، والجواب محذوف تقديره : ألم يكن خيراً له فليتدبر كل أمر من أموره فلا يقدم عليه حتى يعلم بالدليل أنه هدى وتقوى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.