نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰٓ} (12)

ولما ذكر ما لعله يكون عليه في تكميل نفسه ، ذكر ما لعله يعانيه من إنجاء غيره فقال : { أو أمر } أي ذلك الناهي { بالتقوى * } أي التي هي عماد الدين ، وهي عمارة الباطن بالنور الناشئة عن الهدى ، وعمارة الظاهرة لذلك ، المترشحة من عمارة الباطن ، الموجب لذلك ، فأمر هذا المصلي بملازمة خدمة سيده المجمع على سيادته ، ولا شك في توحيده بالربوبية بالإقبال على ما يرضيه من أفعال العبادة ، ليكون ذلك وقاية لفاعل من سخطه فيأمن الهلاك ، والجواب محذوف تقديره : ألم يكن خيراً له فليتدبر كل أمر من أموره فلا يقدم عليه حتى يعلم بالدليل أنه هدى وتقوى .