محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰٓ} (12)

وقوله : { أرءيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى } أي أرأيت إن كان ذلك الناهي على طريقة سديدة فيما تنهى عنه من عبادة الله ، أو كان آمرا بالمعروف والتقوى فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقد ؟ وجواب الشرط محذوف دل عليه ما بعده ، أي : ألم يعلم بأن الله يرى ، وعليه فالضمائر كلها ل { الذي ينهى } وجوز عود الضمير المستتر في { كان } للعبد المصلي ، وكذا في ( أمر ) أي : أرأيت الذي ينهى عبدا يصلي ؟ والمنهي على الهدى أمر بالتقوى والنهي مكذب متول فما أعجب من هذا ؟ وذهب الإمام رحمه الله في تأويل الآية على معنى آخر ، وعبارته : أما قوله { أرءيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى } فمعناه أخبرني عن حاله إن كان ذلك الطاغي على الهدى وعلى صراط الحق ، أو أمر بالتقوى مكان نهيه عن الصلاة ، أفما كان ذلك خيرا له وأفضل ؟