في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٞ تَسۡعَىٰ} (20)

فإذا هي حية تسعى . قال : خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ) :

ووقعت المعجزة الحارقة التي تقع في كل لحظة ؛ ولكن الناس لا ينتبهون إليها . وقعت معجزة الحياة . فإذا العصا حية تسعى . وكم من ملايين الذرات الميتة أو الجامدة كالعصا تتحول في كل لحظة إلى خلية حية ؛ ولكنها لا تبهر الإنسان كما يبهره أن تتحول عصا موسى حية تسعى ! ذلك إن الإنسان أسير حواسه ، وأسير تجاربه ، فلا يبعد كثيرا في تصوراته عما تدركه حواسه . وانقلاب العصا حية تسعى ظاهرة حسية تصدم حسه فينتبه لها بشدة . أما الظواهر الخفية لمعجزة الحياة الأولى ، ومعجزات الحياة التي تدب في كل لحظة فهي خفية قلما يلتفت إليها . وبخاصة أن الألفة تفقدها جدتها في حسه ، فيمر عليها غافلا أو ناسيا .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٞ تَسۡعَىٰ} (20)

يقول الله جل جلاله : فألقاها موسى ، فجعلها الله حية تسعى ، وكانت قبل ذلك خشبة يابسة ، وعصا يتوكأ عليها ويهشّ بها على غنمه ، فصارت حية بأمر الله ، كما :

حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، قال : حدثنا حفص بن جميع ، قال : حدثنا سماك بن حرب ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس قال : لما قيل لموسى : ألقها يا موسى ، ألقاها فإذَا هِيَ حَيّةٌ تَسْعَى ولم تكن قبل ذلك حية قال : فمرّت بشجرة فأكلتها ، ومرّت بصخرة فابتلعتها قال : فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها قال : فولى مدبرا ، فنودي أن يا موسى خذها ، فلم يأخذها ثم نودي الثانية : أن خُذْهَا وَلا تخفْ ، فلم يأخذها فقيل له في الثالثة : إنّكَ مِنَ الاَمِنِين فأخذها .

حدثني موسى بن هارون ، قال : حدثنا عمرو ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، قال : قال له ، يعني لموسى ربه : ألْقِها يا مُوسَى يعني فألْقاها فإذَا هِيَ حَيّةٌ تَسْعَى فلَمّا رآها تَهْتَزّ كأنّها جانّ وَلّى مُدْبِرا ولَمْ يُعَقّبْ فنودي : يا مُوسَى لا تَخَفّ إنّي لا يَخافُ لَدَيّ المُرْسَلُونَ .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن وهب بن منبه ، قال ألْقِها يا مُوسَى فألْقاها فإذَا هِيَ حَيّةٌ تَسْعَى تهتزّ ، لها أنياب وهيئة كما شاء الله أن تكون ، فرأى أمرا فظيعا ، فولى مُدْبِرا ، ولَم يُعقّب فناداه ربه : يا مُوسَى أقبلْ وَلا تخفْ سَنُعِيدُها سِيرَتها الأُولى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأَلۡقَىٰهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٞ تَسۡعَىٰ} (20)

{ فألقاها } موسى فقلب الله أوصافها وأعراضها ، وكانت عصا ذات شعبتين فصار الشعبتان لها فماً وصارت { حية تسعى } أي تنتقل وتمشي وتلتقم الحجارة ، فلما رآها موسى رأى عبرة فولى مدبراً ولم يعقب .