فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَلۡقَىٰهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٞ تَسۡعَىٰ} (20)

{ فألقاها } أي طرحها موسى على الأرض { فإذا هي حية تسعى } ولم تكن قبل ذلك حية ، فمرت بشجرة فأكلتها ومرت بصخرة فابتلعتها ، فجعل موسى يسمع وقع الصخرة في جوفها قاله ابن عباس ، وذلك بقلب الله سبحانه لأوصافها وأعراضها حتى صارت حية تسعى ، أي تمشي بسرعة وخفة على بطنها .

قيل كانت عصا ذات شعبتين فصار الشعبتان فما وباقيها جسم حية تنتقل من مكان إلى مكان وتلتقم الحجارة مع عظم جرمها وفظاعة منظرها ، وقال في موضع آخر كأنها جان . وهي الحية الصغيرة الجسم الخفيفة ، وقال في موضع آخر كأنها ثعبان ، وهو أكبر ما يكون من الحيات ، ووجه الجمع أن الحية اسم جامع للكبير والصغير والذكر والأنثى .

وقيل كانت في عظم الثعبان وفي سرعة الجان . وقيل سماها جانا تارة نظرا للمبدأ وثعبانا مرة باعتبار المنتهى ، وحية تارة أخرى باعتبار الاسم الذي يعم الحالين فلما رآها كذلك خاف وفزع وولى مدبرا ولم يعقب فنودي أن يا موسى .