مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَأَلۡقَىٰهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٞ تَسۡعَىٰ} (20)

{ فألقاها } فطرحها { فَإِذَا هِىَ حَيَّةٌ تسعى } تمشي سريعاً قيل أن انقلبت ثعباناً يبتلع الصخر والشجر ، فلما رآها تبتلع كل شيء خاف . وإنما وصفت بالحية هنا وبالثعبان وهو العظيم من الحيات وبالجان وهو الدقيق في غيرها لأن الحية اسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير ، وجاز أن تنقلب حية صفراء دقيقة ثم يتزايد جرمها حتى تصير ثعباناً فأريد بالجان أول حالها وبالثعبان مآلها ، أو لأنها كانت في عظم الثعبان وسرعة الجان . وقيل : كان بين لحييها أربعون ذراعاً .