إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَأَلۡقَىٰهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٞ تَسۡعَىٰ} (20)

{ فألقاها } على الأرض { فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تسعى } رُوي أنه عليه الصلاة والسلام حين ألقاها انقلبت حيةً صفراءَ في غِلَظ العصا ثم انتفخت وعظُمت ، فلذلك شُبّهت بالجانّ تارةً وسميت ثُعباناً أخرى وعبّر عنها هاهنا بالاسم العامّ للحالين ، وقيل : قد انقلبت من أول الأمر ثعباناً وهو الأليقُ بالمقام كما يفصح عنه قوله عز وجل : { فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } وإنما شبهت بالجان في الجلادة وسُرعة الحركةِ لا في صِغَر الجُثة ، وقوله تعالى : { تسعى } إما صفةٌ لحيّةٌ أو خبرٌ ثان عند من يجوز كونَه جملة .