في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ} (65)

46

وبعد هذه الوقفة للوزن والتقويم يمضي في عرض ما هم فيه من متناقضات :

( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين . فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) . .

وهذا كذلك من التناقض والاضطراب . فهم إذا ركبوا في الفلك ؛ وأصبحوا على وجه اليم كاللعبة تتقاذفها الأمواج ؛ لم يذكروا إلا الله . ولم يشعروا إلا بقوة واحدة يلجأون إليها هي قوة الله . ووحدوه في مشاعرهم وعلى ألسنتهم سواء ؛ وأطاعوا فطرتهم التي تحس وحدانية الله : ( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون )ونسوا وحي الفطرة المستقيم ونسوا دعاءهم لله وحده مخلصين له الدين وانحرفوا إلى الشرك بعد الإقرار والتسليم !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ} (65)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي الْفُلْكِ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَى الْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } .

يقول تعالى ذكره : فإذا ركب هؤلاء المشركون السفينة في البحر ، فخافوا الغرق والهلاك فيه دَعُوا اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ يقول : أخلصوا لله عند الشدّة التي نزلت بهم التوحيد ، وأفردوا له الطاعة ، وأذعنوا له بالعبودة ، ولم يستغيثوا بآلهتهم وأندادهم ، ولكن بالله الذي خلقهم فلَمّا نَجّاهُمْ إلى البَرّ يقول : فلما خلصهم مما كانوا فيه وسلّمهم ، فصاروا إلى البرّ إذا هم يجعلون مع الله شريكا في عبادتهم ، ويدعون الاَلهة والأوثان معه أربابا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ} (65)

ثم وقفهم تعالى على حالهم في البحر عند الخوف العظيم ، فإن كل بشر ينسى كل صنم وغيره ويتمسك بالدعاء والرغبة إلى الله تعالى ، وقوله { إذا هم يشركون } أي يرجعون إلى ذكر أصنامهم ، وتعظيمها .