الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ} (65)

فإن قلت : بم اتصل قوله { فَإِذَا رَكِبُواْ } ؟ قلت : بمحذوف دلّ عليه ما وصفهم به وشرح من أمرهم ، معناه : هم على ما وصفوا به من الشرك والعناد { فَإِذَا رَكِبُواْ فِى الفلك دَعَوُاْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين } كائنين في صورة من يخلص الدين لله من المؤمنين ، حيث لا يذكرون إلا الله ولا يدعون معه إلها آخر . وفي تسميتهم مخلصين : ضرب من التهكم { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البر } وآمنوا عادوا إلى حال الشرك .