قوله تعالى : { فإذا ركبوا في الفلك } قال الزمخشري : «فإن قُلتَ »{[41730]} : بم اتصلَ قوله فَإذَا رَكبُوا في الفُلْك ؟ .
قلتُ : بمحذوف دل عليه ما وصفهم ( به ){[41731]} وشرح من أمرهم معناه هم على ما وصفوا به من الشرك والغفلة فإذا ركبوا .
قوله : «دَعَوُا اللَّهَ » معناه : فإذا خافوا ( مِنَ ){[41732]} الغرق دعوا الله مخلصين له الدين ، وتركوا الأصنام ، وهذا إشارة إلى تحقيق أن المانع من التوحيد هو الحياة الدنيا ؛ لأنهم إذا انقطع رجاؤهم عن{[41733]} الدنيا رَجَعُوا إلى الفطرة الشاهدة بالتوحيد ووحدوا وأخلصوا ، وإذا{[41734]} نجاهم وأرجأهم عادوا إلى ما كانوا عليه من حب الدنيا ، وأشركوا لقوله : { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البر إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } وهذا إخبار عنهم بأنهم عند الشدائد يقرون أن القادر على كشفها هو الله - عزّ وجلّ - وحده ، وإذا زالت عادوا إلى كفرهم ، قال عكرمة : كان أهل الجاهلية{[41735]} إذا ركبوا البحر حملوا معهم الأصنام فإذا اشتدت{[41736]} عليهم الريح ألقوها في البحر ، وقالوا : يا رب يا رب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.