في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَبَشَّرۡنَٰهُ بِإِسۡحَٰقَ نَبِيّٗا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (112)

69

ثم يتجلى عليه ربه بفضله مرة أخرى ونعمته فيهب له إسحاق في شيخوخته .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَبَشَّرۡنَٰهُ بِإِسۡحَٰقَ نَبِيّٗا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (112)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَبَشّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مّنَ الصّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىَ إِسْحَاقَ وَمِن ذُرّيّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لّنَفْسِهِ مُبِينٌ } .

يقول تعالى ذكره : وبشّرنا إبراهيم بإسحاق نبيا شكرا له على إحسانه وطاعته ، كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَبَشّرْناهُ بإسحَاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحينَ قال : بشر به بعد ذلك نبيا ، بعد ما كان هذا من أمره لمّا جاد لله بنفسه .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، عن داود ، عن عكرمة ، قال : قال ابن عباس : الذبيح إسحاق قال : وقوله : وَبَشّرْناهُ بإسحَاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ قال بُشّر بنبوّته . قال : وقوله : وَوَهَبْنا لَهُ من رحمتنا أخاهُ هارُونَ نَبِيّا قال : كان هارون أكبر من موسى ، ولكن أراد وَهَبَ الله له نبوّته .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان ، قال : سمعت داود يحدّث ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في هذه الاَية وَبَشّرْناهُ بإسحَاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ قال : إنما بشّره به نبيا حين فداه من الذبح ، ولم تكن البشارة بالنبوّة عند مولده .

حدثني الحسين بن يزيد الطحان ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قول الله : وَبَشّرْناهُ بإسحَاقَ نَبِيّا قال : إنما بُشّر بالنبوّة .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : وَبَشّرْناهُ بإسحَاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحِينَ قال : بُشّر إبراهيم بإسحاق .

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ وَبَشّرْناهُ بإسحَاقَ نَبِيّا مِنَ الصّالِحينَ قال : بنبوّته .

حدثني أبو السائب ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن ضرار ، عن شيخ من أهل المسجد ، قال : بُشّر إبراهيم لسبع عشرة ومئة سنة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَبَشَّرۡنَٰهُ بِإِسۡحَٰقَ نَبِيّٗا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (112)

{ إنه من عبادنا المؤمنين111 وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين112 }

مقضيا نبوته مقدرا كونه من الصالحين وبهذا الاعتبار وقعا حالين ولا حاجة إلى وجود المبشر به وقت البشارة ، فإن وجود ذي الحال غير شرط بل الشرط مقارنة تعلق الفعل به لاعتبار المعنى بالحال ، فلا حاجة إلى تقدير مضاف يجعل عاملا فيهما مثلا { بشرناه } بوجود إسحاق أي بأن يوجد إسحق نبيا من الصالحين ، ومع ذلك لا يصير نظير قوله : { فادخلوا خالدين } فإن الداخلين مقدرون خلودهم وقت الدخول وإسحاق لم يكن مقدرا نبوة نفسه وصلاحها حينما يوجد ، ومن فسر الذبيح بإسحق جعل المقصود من البشارة نبوته ، وفي ذكر الصلاح بعد النبوة تعظيم لشأنه وإيماء بأنه الغاية لها لتضمنها معنى الكمال والتكميل بالفعل على الإطلاق .