في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ} (18)

يطوفون عليهم( بأكواب وأباريق وكأس من معين ) . . من خمر صافية سائغة

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ} (18)

وقوله : بأكْوَابٍ وأبارِيقَ والأكواب : جمع كوب ، وهو من الأباريق ما اتسع رأسه ، ولم يكن له خرطوم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : بأكوابٍ قال : الأكواب : الجرار من الفضة .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد بأكْوَابٍ وأبارِيقَ قال : الأباريق : ما كان لها آذان ، والأكواب ما ليس لها آذان .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : الأكواب ليس لها آذان .

حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سئل الحسن عن الأكواب ، قال : هي الأباريق التي يصبّ لهم منها .

حدثنا أبو كُرَيب ، وأبو السائب ، قالا : حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت أبي ، قال : مر أبو صالح صاحب الكلبي قال : فقال أبي ، قال لي الحسن وأنا جالس : سله ، فقلت : ما الأكواب ؟ قال : جرار الفضة المستديرة أفواهها ، والأباريق ذوات الخراطيم .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد بأكْوَابٍ قال : ليس لها عرى ولا آذان .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : بأكْوَابٍ وأبارِيقَ والأكواب التي يغترف بها ليس لها خراطيم ، وهي أصغر من الأباريق .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : بأكْوَابٍ وأبارِيقَ قال : الأكواب التي دون الأباريق ليس لها عُرًى .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : الأكواب جرار ليست لها عرى ، وهي بالنبطية كوبا ، وإياها عنى الأعشى بقوله :

صَرِيفِيّةٌ طَيّبٌ طَعْمُها *** لَهَا زَبَدٌ بَينَ كُوب ودَنّ

وأما الأباريق : فهي التي لها عرى .

وقوله : وكأسٍ مِنْ مَعِينٍ وكأس خمر من شراب معين ، ظاهر العيون ، جار . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : وكأسٍ مِنْ مَعِينٍ : قال الخمر .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَكأْسٍ مِنْ مَعِينٍ أي من خمر جارية .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : وكأسٍ مِنْ مَعِينٍ الكأس : الخمر .

حدثنا أبو سنان ، قال : حدثنا سليمان ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة ، في قوله : وكأْسٍ مِن مَعِينٍ قال : الخمر الجارية .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن سلمة بن نبيط ، عن الضحاك ، مثله .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ} (18)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ب} أيدي الغلمان {بأكواب} يعني الأكواب العظام من فضة المدورة الرؤوس ليس لها عرى ولا خراطيم {وأباريق} من فضة في صفاء القوارير.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"بأكْوَابٍ وأبارِيقَ "والأكواب: جمع كوب، وهو من الأباريق ما اتسع رأسه، ولم يكن له خرطوم... عن مجاهد "بأكْوَابٍ وأبارِيقَ" قال: الأباريق: ما كان لها آذان، والأكواب ما ليس لها آذان...

وقوله: "وكأسٍ مِنْ مَعِينٍ" وكأس خمر من شراب معين، ظاهر العيون، جار...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

وجائز أن تكون الأكواب الأقداح التي يشربون بها لأن في الدنيا يكون لأهل الشراب الأباريق والأقداح؛ يصبون من الأباريق في الأقداح، ويشربون منها لا يشربون من الأباريق، فعلى ذلك وعدوا في الجنة.

وقوله تعالى: {وكأس من معين} الكأس، هو القدح المملوء من الشراب، وأما المعين فقال بعضهم: هو الظاهر من الماء الذي يقع عليه البصر، فوعد لأهل الجنة ذلك، والله أعلم.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ولفظة {معين} يحتمل أن يكون من معن الماء إذا غزر، فوزنها فعيل ويحتمل أن تكون من العين الجارية أو من الباصرة، فوزنها مفعول أصلها معيون، وهذا تأويل قتادة.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{بأكواب} أي كيزان مستديرة الأفواه بلا عرى ولا خراطيم لا يعوق الشارب منها عائق عن الشرب من أي موضع أراد منها فلا يحتاج أن يحول الإناء إلى الحالة التي تناوله عنها ليشرب... {وكأس} أي إناء معد للشرب فيه والشراب نفسه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والكأس: إناء للخمر كالكوب إلا أنه مستطيل ضيق المَشرب وتقدم في سورة الصافات. والكأس جنس يصدق بالواحد والمتعدد فليس إفراده هنا للوحدة فإن المراد كؤوس كثيرة كما اقتضاه جمع أكواب وأباريق، فإذا كانت آنية حمل الخمر كثيرة كانت كؤوس الشاربين أكثر، وإنما أوثرت صيغة المفرد لأن في لفظ كؤوس ثقلاً بوجود همزة مضمومة في وسطه مع ثقل صيغة الجمع. والمعين: الجاري، والمراد به الخمر التي لكثرتها تجري في المجاري كما يجري الماء وليست قليلة عزيزة كما هي في الدنيا، قال تعالى: {وأنهارٌ من خمر لذة للشاربين} [محمد: 15].

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ويضيف القرآن أنّ هؤلاء الولدان يقدّمون لأصحاب الجنّة أقداح الخمر وكؤوس الشراب المأخوذ من أنهار الجنّة (بأكواب وأباريق وكأس من معين) وشرابهم هذا ليس من النوع الذي يأخذ لباب العقل والفكر، حيث يقول تعالى: (لا يصدّعون عنها ولا ينزفون)...