المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ} (18)

والأكواب : ما كان من أواني الشرب لا أذن له ولا خرطوم ، قال ابن عباس : هي جرار من فضة . وقال أبو صالح : مستديرة أفواهها . وقال قتادة والضحاك . ليست لها عرى ، والإبريق ما له خرطوم ، وقال مجاهد وأذن ، وهو من أواني الخمر عند العرب ، ومنه قول عدي بن زيد : [ الخفيف ]

وتداعوا إلى الصبوح فقامت . . . قينة في يمينها إبريق{[10891]}

والكأس : الآنية المعدة للشرب بها بشريطة أن يكون فيها خمر أو نبيذ أو ما هو سبيل ذلك ، ومتى كان فارغاً فينسب إلى جنسه زجاجاً كان أو غيره ، ولا يقال الآنية فيها ماء ولبن كأس .

وقوله : { من معين } قال ابن عباس معناه : من خمر سائلة جارية معينة . ولفظة { معين } يحتمل أن يكون من معن الماء إذا غزر ، فوزنها فعيل ويحتمل أن تكون من العين الجارية أو من الباصرة ، فوزنها مفعول أصلها معيون ، وهذا تأويل قتادة .


[10891]:البيت لعدي بن زيد العبادي، وهو في اللسان والتاج، والرواية فيهما:(ودعا بالصبوح يوما فجاءت...)، والصبوح: شراب الصباح وهو خلاف الغَبوق الذي هو شراب المساء. والقينة: الجارية، وغلب على المغنية، والإبريق: الإناء الذي له خرطوم، وهو فارسي معرب، وشاهده هذا البيت، وهناك أبيات كثيرة استعملت هذا اللفظ بالمعنى المذكور.