الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{بِأَكۡوَابٖ وَأَبَارِيقَ وَكَأۡسٖ مِّن مَّعِينٖ} (18)

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن { يطوف عليهم ولدان مخلدون } قال : لم يكن لهم حسنات يجزون بها ، ولا سيئات يعاقبون عليها ، فوضعوا في هذه المواضع !

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { يطوف عليهم ولدان مخلدون } قال : لا يموتون .

وفي قوله : { بأكواب وأباريق } قال : الأكواب ليس لها آذان ، والأباريق التي لها آذان ، وفي قوله : { وكأس من معين } قال : خمر بيضاء { لا يصدّعون عنها ولا ينزفون } قال : لا تصدع رؤوسهم ولا يقيئونها ، وفي لفظ ، ولا تنزف عقولهم .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي رجاء قال : سألت الحسن عن الأكواب ، فقال : هي الأباريق التي يصب منها .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : الأكواب الأقداح .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله : { وكأس من معين } قال : يعني الخمر وهي هناك جارية ، المعين الجاري .

{ لا يصدّعون عنها ولا ينزفون } ليس فيها وجع الرأس ولا يغلب أحد على عقله .

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك { لا يصدّعون عنها ولا ينزفون } قال : لا تصدع رؤوسهم ولا تذهب عقولهم .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : { لا يصدّعون عنها ولا ينزفون } قال : لا تصدع رؤوسهم ، ولا تنزف عقولهم .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله : { لا يصدّعون عنها ولا ينزفون } قال : أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا ينزفون كما ينزف أهل الدنيا إذا أكثروا الطعام والشراب ، يقول : لا يملوا .

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { لا يصدّعون عنها ولا ينزفون } برفع الياء وكسر الزاي .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : إن الرجل من أهل الجنة ليؤتى بالكأس وهو جالس مع زوجته فيشربها ، ثم يلتفت إلى زوجته فيقول : قد ازددت في عيني سبعين ضعفاً .