في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ} (19)

?( وأهديك إلى ربك فتخشى ) . . هل لك أن أعرفك طريق ربك ? فإذا عرفته وقعت في قلبك خشيته . فما يطغى الإنسان ويعصى إلا حين يذهب عن ربه

بعيدا ، وإلا حين يضل طريقه إليه فيقسو قلبه ويفسد ، فيكون منه الطغيان والتمرد !

كان هذا في مشهد النداء والتكليف . وكان بعده في مشهد المواجهة والتبليغ . والسياق لا يكرره في مشهد التبليغ . اكتفاء بعرضه هناك وذكره . فيطوي ما كان بعد مشهد النداء ، ويختصر عبارة التبليغ في مشهد التبليغ . ويسدل الستار هنا ليرفعه على ختام مشهد المواجهة :

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ} (19)

" وأهديك إلى ربك " أي وأرشدك إلى طاعة ربك " فتخشى " أي تخافه وتتقيه . وقرأ نافع وبن كثير " تزكى " بتشديد الزاي ، على إدغام التاء في الزاي لأن أصلها تتزكى . الباقون : " تزكى " بتخفيف الزاي على معنى طرح التاء . وقال أبو عمرو : " تزكى " بالتشديد{[15781]} [ تتصدق ب ] الصدقة ، و " تزكى " يكون زكيا مؤمنا . وإنما دعا فرعون ليكون زكيا مؤمنا . قال : فلهذا اخترنا التخفيف . وقال صخر بن جويرية : لما بعث الله موسى إلى فرعون قال له : " أذهب إلى فرعون " إلى قول " وأهديك إلى ربك فتخشى " ولن يفعل ، فقال : يا رب ، وكيف أذهب إليه وقد علمت أنه لا يفعل ؟ فأوحى الله إليه أن أمض إلى ما أمرتك به ، فإن في السماء اثني عشر ألف ملك يطلبون علم القدر ، فلم يبلغوه ولا يدركوه .


[15781]:الزيادة من الطبري، وهي لازمة.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ} (19)

قوله : { وأهديك إلى ربك فتخشى } يعني وهل لك أن أرشدك إلى الحق ومرضاة الله وطاعته فتخشى عقابه بأداء فرائضه ومجانبة معاصيه .