فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ} (19)

{ وأهديك إلى ربك فتخشى } أي أرشدك إلى عبادته وتوحيده فتخشى عقابه ، والفاء لترتيب الخشية على الهداية لأن الخشية لا تكون إلا من مهتد راشد ، قال ابن عطاء الخشية أتم من الخوف ، لأنها صفة العلماء في قوله تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء } أي العلماء به رواه السلمي .

وعن الواسطي : أوائل العلم الخشية ثم الإجلال ثم الهيبة ثم التعظيم ثم الفناء{[1680]} وعن بعضهم من تحقق بالخوف ألهاه خوفه عن كل مفروح به ، وألزمه الكمد إلى أن يظهر له الأمن من خوفه ، ذكره الكرخي .


[1680]:الفناء اصطلاح صوفي لا يعرفه الإسلام.