و«أهْديكَ إلى ربِّك فتَخْشَى » أي : تخافُه وتتقيه{[59279]} .
قال ابن الخطيب{[59280]} : سائر الآيات تدل على أنه - تعالى - لمَّا نادى موسى - عليه الصلاة والسلام - ذكر له أشياء كثيرة ، كقوله تعالى في سورة «طه » : { نُودِيَ يا موسى إني أَنَاْ رَبُّكَ } [ طه : 11 ، 12 ] إلى قوله : { لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الكبرى اذهب إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طغى } [ طه : 23 ، 24 ] .
فدلَّ [ قوله تعالى - هاهنا - : «اذْهَبْ إلى فِرعَوْنَ إنَّه طَغَى » ]{[59281]} أنه من جملة ما ناداه به [ لا كل ما ناداه به ]{[59282]} ، وأيضاً فليس الغرض أنَّه صلى الله عليه وسلم كان مبعوثاً إلى فرعون فقط بل إلى كل من كان في الطور ، إلاَّ أنَّه خصَّه بالذكر ، لأن دعوته جاريةٌ مجرى دعوةِ كُلِّ القَوْمِ .
تمسَّك المعتزلة{[59283]} بهذه الآية في إبطال القول بأن الله - تعالى - يخلق فعل العبد ، فإن هذا استفهام على سبيل التقرير ، أي : لك سبيل إلى أن تزكَّى ، ولو كان ذلك بفعل الله - تعالى - لانقلب الكلام حجةً على موسى .
والجواب : ما تقدَّم في نظائره .
حكى القرطبيُّ{[59284]} عن صخرِ بنِ جويرية قال : «لمَّا بعث الله تعالى موسى - عليه الصلاة والسلام - إلى فرعون ، قال له : «اذْهَبْ إلى فِرْعَونَ » إلى قوله : «وأهْديكَ إلى ربِّك فتَخْشَى » ، ولن يفعل ، فقال : يا رب ، وكيف أذهب إليه ، وقد علمت أنه لا يفعل ، فأوحى الله - تعالى - إليه أن امض إلى ما أمرتَ به ، فإنَّ في السماء اثني عشر ألف ملك ، يطلبون علم القدرة ، فلم يبلغوه ، ولم يدركوه » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.