الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَأَهۡدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخۡشَىٰ} (19)

{ وَأَهْدِيَكَ إلى رَبّكَ } وأرشدك إلى معرفة الله أنبهك عليه فتعرفه { فتخشى } لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة . قال الله تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء } [ فاطر : 28 ] أي العلماء به ؛ وذكر الخشية لأنها ملاك الأمر ، من خشي الله : أتى منه كل خير . ومن أمن : اجترأ على كل شرّ . ومنه قوله عليه الصلاة والسلام : " من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل " بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض ، كما يقول الرجل لضيفه : هل لك أن تنزل بنا ، وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه بالتلطف في القول ، ويستنزله بالمداراة من عتوه ، كما أمر بذلك في قوله : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيّناً } [ طه : 44 ] .