تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{۞مَثَلُ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ كَٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِۚ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (24)

{ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ } أي : فريق الأشقياء ، وفريق السعداء . { كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ } هؤلاء الأشقياء ، { وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ } مثل السعداء .

{ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا } لا يستوون مثلا ، بل بينهما من الفرق ما لا يأتي عليه الوصف ، { أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } الأعمال ، التي تنفعكم ، فتفعلونها ، والأعمال التي تضركم ، فتتركونها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{۞مَثَلُ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ كَٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِۚ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (24)

و «الفريقان » الكافرون والمؤمنون : شبه الكافر ب { الأعمى والأصم } ، وشبه المؤمن ب { البصير والسميع } فهو على هذا تمثيل بمثالين . وقال بعض المتأولين : التقدير كالأعمى الأصم والبصير السميع ودخلت واو العطف كما تقول : جاءني زيد العاقل والكريم ، وأنت تريده بعينه ؛ فهو على هذا تمثيل بمثال واحد{[6300]} .

و { مثلاً } نصب على التمييز . ويجوز أن يكون حالاً{[6301]} .


[6300]:- إذا كان من تشبيه اثنين باثنين فقد قوبل الأعمى بالبصير، والأصم بالسميع، وإذا كان تمثيلا بواحد فمعناه أنه تشبيه واحد بوصفيه بواحد بوصفيه فيكون من عطف الصفات، كما قال الشاعر: إلى الملك القرن وابن الهُمام وليث الكريهة في المزدحم
[6301]:- قال أبو حيان: وفي كونه حالا بعد، والظاهر التمييز، وأنه منقول من الفاعل، وأصله: هل يستوي مثلاهما؟- ولم يذكر القرطبي في إعرابه غير التمييز.