بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞مَثَلُ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ كَٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِۚ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (24)

ثم ضرب مثل المؤمنين والكافرين فقال تعالى : { مَثَلُ الفريقين } يعني : مثل المؤمن والكافر ، ومثل الذي يبصر الحق ، ومثل الذي لا يبصر الحق : { كالأعمى } يعني : عن الإيمان ، ولا يبصره ، { والأصم } عن الإيمان ، ولا يسمعه ، وهو الكافر ، { والبصير والسميع } وهو المؤمن . { هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } في الشبه . ويقال معناه : مثل الفريقين ، يعني : الذي لا يسمع ، ولا يبصر ، هل يستوي بالذي يسمع ويبصر ؟ ويقال معناه : كالأعمى والبصير ، والأصم والسميع . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لكفار مكة : « هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ والأصَمُّ وَالسَّمِيعُ ؟ » قالوا لا . قال : { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } أنهما لا يستويان . قرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم ، { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } بالتخفيف ، وقرأ الباقون : { أفلا تَذَكَّرُونَ } بالتشديد .