تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ عَٰلِمُ غَيۡبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (38)

{ 38 } { إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }

لما ذكر تعالى جزاء أهل الدارين ، وذكر أعمال الفريقين ، أخبر تعالى عن سعة علمه تعالى ، واطلاعه على غيب السماوات والأرض ، التي غابت عن أبصار الخلق وعن علمهم ، وأنه عالم بالسرائر ، وما تنطوي عليه الصدور من الخير والشر والزكاء وغيره ، فيعطي كلا ما يستحقه ، وينزل كل أحد منزلته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ عَٰلِمُ غَيۡبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (38)

هذا ابتداء تذكير بالله تعالى ودلالة على وحدانيته وصفاته التي لا تنبغي الألوهية إلا معها ، و «الغيب » ، ما غاب عن البشر و { ذات الصدور } ما فيها من المعتقدات والمعاني ومنه قول أبي بكر : ذو بطن بنت خارجة ، ومنه قول العرب : " الذئب مغبوط بذي بطنه " {[9747]} ، أي بالنفخ الذي فيه فمن يراه يظنه شابعاً قريب عهد بأكل .


[9747]:هذا مثل عن العرب، ويروى:" الذئب يغبط بغير بِطنة"، قال أبو عبيدة: وذلك أنه ليس يظن به البِطنة؛ لأنه يعدو على الناس والماشية، قال الشاعر: ومن يسكن البحرين يعظم طِحاله ويغبط ما في بطنه وهو جائع وقال غيره: إنما قيل في الذئب ذلك لأنه عظيم الجفرة أبدا، لا يبين عليه الضمور وإن جهده الجوع، قال الشاعر: لكالذئب مغبوط الحشا وهو جائع