السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ ٱللَّهَ عَٰلِمُ غَيۡبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (38)

ولما كان تعالى عالماً بكل ما نفى وما أثبت قال تعالى : { إن الله } أي : الذي أحاط بكل شيء قدرة وعلماً { عالم غيب السماوات والأرض } لا تخفى عليه خافية فلا يخفى عليه تعالى أحوالهم وقوله تعالى { إنه عليم بذات الصدور } تعليل له ؛ لأنه إذا علم مضمرات الصدور قبل أن يعلمها أربابها حتى تكون غيباً محضاً كان أعلم بغيره ، ويعلم أنكم لو مدّت أعماركم لم ترجعوا عن الكفر أبداً ولو رددتم لعدتم لما نهيتم عنه وإنه لا مطمع في صلاحكم .