فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱللَّهَ عَٰلِمُ غَيۡبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (38)

{ إِنَّ الله عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ } قرأ الجمهور بالإضافة وقرئ بالتنوين ونصب غيب والمعنى : أنه عالم بكل شيء . ومن ذلك أعمالكم لا تخفى عليه منها خافية لو ردكم إلى الدنيا لم تعملوا صالحا كما قال : { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } .

{ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } تعليل لما قبله لأنه إذا علم مضمرات الصدور وهي أخفى من كل شيء علم ما فوقها بالأولى ، وقيل : هذه الجملة مفسرة للجملة الأولى ، ( وذات ) تأنيث ( ذو ) بمعنى صاحب أي بالأمور صاحبة الصدور ، ومصاحبتها لها من حيث اختباؤها فيها .