فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱللَّهَ عَٰلِمُ غَيۡبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (38)

{ إِنَّ الله عالم غَيْبِ السموات والأرض } قرأ الجمهور بإضافة { عالم } إلى { غيب } ، وقرأ جناح بن حبيش بالتنوين ، ونصب غيب . والمعنى : أنه عالم بكل شيء ، ومن ذلك أعمال لا تخفى عليه منها خافية ، فلو ردّكم إلى الدنيا لم تعملوا صالحاً كما قال سبحانه : { وَلَوْ رُدُّواْ لعادوا لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } [ الأنعام : 28 ] . { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } تعليل لما قبله ، لأنه إذا علم مضمرات الصدور ، وهي أخفى من كل شيء علم ما فوقها بالأولى . وقيل : هذه الجملة مفسرة للجملة الأولى .

/خ45