اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ ٱللَّهَ عَٰلِمُ غَيۡبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (38)

قوله : { إِنَّ الله عَالِمُ غَيْبِ السماوات والأرض } قرأ العامة عَالِمُ غَيْبِ على الإضافة تخفيفاً وجَنَاحُ بْنُ جبيش بتنوين عالم ونصب ( غيب ){[45494]} إنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور . وهذا تقرير لدوامهم في العذاب وذلك من حيث إن الله تعالى لما أعلم أنّ جزاءَ السِّيئة سيئة مثلها ولا يزاد عليها فلو قال ( قائل ){[45495]} : الكافر ما كفر بالله إلا أياماً معدودة فينبغي أن لا يعذَّب إلا مثل تلك الأيام فقال : إن الله لا يخفى عليه غيب السموات والأرض فلا يخفى{[45496]} عليه ما في الصدور وكان يعلم من الكافر أن في قلبه تَمَكُّنَ الكُفْرِ لو دام إلى الإبد لما أطاع الله{[45497]} .


[45494]:شاذة في الرواية وهي جائزة من حيث القياس العربي. وقد ذكرها في المختصر بدون ضبط. انظره 124. وانظر: البحر المحيط 7/216 .
[45495]:سقط من ((ب)) .
[45496]:في ((ب)) فلا يعلم تحريف .
[45497]:وانظر: التفسير الكبير للرازي 26/30 و 31 .