الآية 38 وقوله تعالى : { إن الله عالم غيب السماوات والأرض } وهذا يخرّج على وجهين :
أحدهما : على الوعيد والتخويف ، أي هو عالم بالأشياء التي لم يمتحنها بمحن ، ولا أمرها بأمور ، ولا نهاها{[17321]} بمناه فالذين امتحنهم بأنواع المحن ، وأمرهم بأوامر ، ونهاهم{[17322]} بمناه أحق أن يكون عالما بهم .
والثاني : أنه على علم بما يكون من خلق السموات وأهل الأرض ، خلقهم ، وبعث إليهم الرسل ، من التكذيب لهم والرّد عليهم لا عن سهو وجهل بما يكون منهم ليُعلم أنه إنما بعث إليهم [ الرسل لحاجة أنفس المبعوث إليهم ]{[17323]} ولمنفعة لهم في ذلك لا حاجة المرسل والباعث ولمنفعة له .
لذلك خرّج البعث إليهم على علم بما يكون منهم من التكذيب والرد للرسالة على الحكمة .
وفي الشاهد [ دليل ]{[17324]} على السّفه لأن في الشاهد إنما يبعث الرسل إلى من يبعث الرسل لحاجة نفسه ولمنفعة له في ذلك ، فخُرّج البعث إليهم على علم منه بالتكذيب والرد عليه سفها وباطلا ، ومن الله حكمة وحقا ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إنه عليم بذات الصدور } وكان ذات الصدور ، هم البشر ، خصّهم بعلم ما يكون منهم لأنهم أهل تمييز وبصر وامتحان ، فيخرّج ذلك مخرج الوعيد لهم والتحذير .
وأما غيرهم من الدّواب ونحوها فلا محنة عليهم ، ولا تمييز لهم ، لذلك خص هؤلاء بذلك ، إذ كان عالما بالكل بذات الصدور وغير ذات الصدور ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.