تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا} (21)

{ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } فلا ينفق مما آتاه الله ، ولا يشكر الله على نعمه وبره ، فيجزع في الضراء ، ويمنع في السراء .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا} (21)

{ إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعاً } يعني : إذا أصابه الفقر لم يصبر ، وإذا أصاب المال لم ينفق . قال ابن كيسان : خلق الله الإنسان يحب ما يسره ويهرب مما يكره ، ثم تعبده بإنفاق ما يحب والصبر على ما يكره .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا} (21)

قوله تعالى : " إن الإنسان خلق هلوعا " يعني الكافر ، عن الضحاك . والهلع في اللغة : أشد الحرص وأسوأ الجزع وأفحشه . وكذلك قال قتادة ومجاهد وغيرهما . وقد هلع ( بالكسر ) يهلع فهو هَلِيع وهلوع ، على التكثير . والمعنى أنه لا يصبر على خير ولا شر حتى يفعل فيهما ما لا ينبغي . عكرمة : هو الضجور . الضحاك : هو الذي لا يشبع . والمنوع : هو الذي إذا أصاب المال منع منه حق الله تعالى . وقال ابن كيسان : خلق الله الإنسان يحب ما يسره ويرضيه ، ويهرب مما يكرهه ويسخطه ، ثم تعبده الله بإنفاق ما يحب والصبر على ما يكره . وقال أبو عبيدة : الهلوع هو الذي إذا مسه الخير لم يشكر ، وإذا مسه الضر لم يصبر ، قاله ثعلب . وقال ثعلب أيضا : قد فسر الله الهلوع ، وهو الذي إذا ناله الشر أظهر شدة الجزع ، وإذا ناله الخير بخل به ومنعه الناس . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( شر ما أعطي العبد شُحٌّ هالِعٌ وجُبْنٌ خَالِعٌ ) . والعرب تقول : ناقة هلواعة وهلواع ، إذا كانت سريعة السير خفيفة . قال{[15358]} :

صكّاء ذِعْلِبة إذا استدبرتها *** حرج إذا استقبلتها هِلواع

الذِّعْلب والذِّعْلِبة الناقة السريعة . و " جزوعا " و " منوعا " نعتان لهلوع . على أن ينوي بهما التقديم قبل " إذا " . وقيل : هو خبر كان مضمرة .


[15358]:في اللسان مادة هلع: "وأنشد الباهلي للمسيب بن علس يصف ناقة شبهها بالنعامة" وذكر البيت. قال الباهلي: قوله "صكاء" شبهها بالنعامة، "ثم وصف النعامة بالصك وليس الصكاء من وصف الناقة".

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا} (21)

{ إن الإنسان خلق هلوعا } الإنسان هنا اسم جنس بدليل الاستثناء منه ، سئل أحمد بن يحيى مؤلف الفصيح عن الهلوع فقال قد فسره الله فلا تفسير أبين من تفسيره وهو قوله : { إذا مسه الشر جزوعا ، وإذا مسه الخير منوعا } وذكره الله على وجه الذم لهذه الخلائق ، ولذلك استثنى منه المصلين لأن صلاتهم تحملهم على قلة الاكتراث بالدنيا فلا يجزعون من شرها ولا يبخلون بخيرها .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا} (21)

{ وإذا مسه } أي كذلك { الخير } أي هذا الجنس وهو ما يلائمه فيعينه من السعة في المال وغيره من أنواع الرزق { منوعاً * } أي مبالغاً في الإمساك عما يلزمه من الحقوق للانهماك في حب العاجل وقصور النظر عليه وقوفاً مع المحسوس لغلبة الجمود والبلادة ، وهذا الوصف ضد الإيمان ، لأنه نصفان{[68363]} : صبر وشكر .


[68363]:- من ظ وم، وفي الأصل: لا يترتب.