فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا} (21)

{ إِذَا مَسَّهُ الشر جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الخير مَنُوعاً } أي إذا أصابه الفقر والحاجة أو المرض أو نحو ذلك فهو جزوع : أي كثير الجزع ، وإذا أصابه الخير من الغنى والخصب والسعة ونحو ذلك فهو كثير المنع والإمساك . وقال أبو عبيدة : الهلوع هو الذي إذا مسه الخير لم يشكر ، وإذا مسه الشرّ لم يصبر . قال ثعلب : قد فسّر الله الهلوع : هو الذي إذا أصابه الشرّ أظهر شدّة الجزع ، وإذا أصابه الخير بخل به ومنعه الناس ، والعرب تقول : ناقة هلوع ، وهلواع : إذا كانت سريعة السير خفيفته ، ومنه قول الشاعر :

شكا ذعلبة إذا استدبرتها *** حرج إذا استقبلتها هلواع

والذعلبة : الناقة السريعة ، وانتصاب هلوعاً وجزوعاً ومنوعاً على أنها أحوال مقدّرة ، أو محققة لكونها طبائع جبل الإنسان عليها ، والظرفان معمولان لجزوعاً ومنوعاً .

/خ39