التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا} (21)

وانتصب { جزوعاً } على الحال من الضمير المستتر في { هلوعاً ، } أو على البدل بدل اشتمال لأن حال الهلع يشتمل على الجزع عند مس الشر .

وقوله : { منوعاً } عطف على { جزوعاً ، } أي خلق هلوعاً في حال كونه جزوعاً إذا مسه الشر ، ومنوعاً إذا مسه الخير .

و { الشر } : الأذى مثل المرض والفقر .

و { الخير } : ما ينفع الإنسان ويلائم رغباته مثل الصحة والغنى .

والجزوع : الشديد الجزع ، والجزع : ضد الصبر .

والمنوع : الكثير المنع ، أي شديد المنع لبذل شيء مما عنده من الخير .

و { إذا } في الموضعين ظرفان يتعلقان كل واحد بما اتصل به من وصفي { جزوعاً ومنوعاً .