تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩} (62)

فلو عبدتم الله وطلبتم رضاه في جميع الأحوال لما كنتم بهذه المثابة التي يأنف منها أولو الألباب ، ولهذا قال تعالى : { فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا } الأمر بالسجود لله خصوصا ، ليدل ذلك على فضله{[918]}  وأنه سر العبادة ولبها ، فإن لبها الخشوع لله{[919]}  والخضوع له ، والسجود هو أعظم حالة يخضع بها العبد{[920]}  فإنه يخضع قلبه وبدنه ، ويجعل أشرف أعضائه على الأرض المهينة موضع وطء الأقدام . ثم أمر بالعبادة عموما ، الشاملة لجميع ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة .

تم تفسير سورة النجم ، والحمد لله الذي لا نحصي ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه ، وفوق ما يثني عليه عباده ، وصلى الله على محمد وسلم تسليما كثيرا .


[918]:- في ب: يدل على فضله.
[919]:- في ب: فإن روحها الخشوع لله.
[920]:- في أ: القلب، وفي ب: الكلمة غير واضحة، وقد جعلتها العبد لمناسبة الكلمة للسياق لقوله فيما بعد: (قلبه وبدنه).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩} (62)

{ فاسجدوا لله واعبدوا } أي واعبدوه دون الآلهة .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة النجم أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وسلم وجحد به بمكة " .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ وَٱعۡبُدُواْ۩} (62)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فاسجدوا لله} يعني صلوا الصلوات الخمس {واعبدوا} يعني وحدوا الرب تعالى...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فاسْجُدُوا لِلّهِ وَاعْبُدُوا "يقول تعالى ذكره: فاسجدوا لله أيها الناس في صلاتكم دون مَن سواه من الآلهة والأنداد، وإياه فاعبدوا دون غيره، فإنه لا ينبغي أن تكون العبادة إلاّ له، فأخلصوا له العبادة والسجود، ولا تجعلوا له شريكا في عبادتكم إياه.

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

{فاسجدوا لله واعبدوا} معناه فاسجدوا لله واعبدوا الذي خلق السموات والأرض و لا تسجدوا للأصنام التي ذكرت في هذه السورة...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

حمل بعضهم هذا على الصلوات الخمس. وقيل: إن الآية نزلت بمكة قبل فرض الصلوات الخمس، والسورة مكية، فعلى هذا معناه: فاسجدوا لله واعبدوا أي: اخضعوا لله ووحدوا... ويقال: المراد منه أصل السجود، والمراد من العبادة هي الطاعة...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم أمر تعالى بالسجود وعبادة الله تحذيراً وتخويفاً.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{فاسجدوا لله واعبدوا} يحتمل أن يكون الأمر عاما، ويحتمل أن يكون التفاتا، فيكون كأنه قال: أيها المؤمنون اسجدوا شكرا على الهداية واشتغلوا بالعبادة، ولم يقل: اعبدوا الله إما لكونه معلوما، وإما لأن العبادة في الحقيقة لا تكون إلا لله، فقال: {واعبدوا} أي ائتوا بالمأمور، ولا تعبدوا غير الله، لأنها ليست بعبادة.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

أي: فاخضعوا له وأخلصوا ووحدوا...

.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

"فاسجدوا لِلَّهِ واعبدوا" لترتيبِ الأمرِ أو موجبهِ على ما تقررَ من بُطلانِ مقابلةِ القرآنِ بالإنكارِ والاستهزاءِ ووجوبِ تلقيهِ بالإيمانِ مع كمالِ الخضوعِ والخشوعِ أي وإذَا كانَ الأمرُ كذلِكَ فاسجدُوا لله الذي أنزلَهُ واعبدُوه...

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} الأمر بالسجود لله خصوصا، ليدل ذلك على فضله وأنه سر العبادة ولبها، فإن لبها الخشوع لله والخضوع له، والسجود هو أعظم حالة يخضع بها العبد فإنه يخضع قلبه وبدنه، ويجعل أشرف أعضائه على الأرض المهينة موضع وطء الأقدام. ثم أمر بالعبادة عموما، الشاملة لجميع ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{فاسجدوا لله واعبدوا} موجه إلى المشركين. والسجود يجوز أن يراد به الخشية كقوله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان} والمعنى: أمرهم بالخضوع إلى الله والكف عن تكذيب رسوله وعن إعراضهم عن القرآن لأن ذلك كله استخفاف بحق الله وكان عليهم لما دُعوا إلى الله أن يتدبروا وينظروا في دلائل صدق الرسول والقرآن. ويجوز أن يكون المراد سجود الصلاة والأمر به كناية عن الأمر بأن يُسلموا فإن الصلاة شعار الإسلام، ألا ترى إلى قوله تعالى: {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} [المدثر: 42، 43]، أي من الذين شأنهم الصلاة أو المراد: واعبدوه العبادة الكاملة وهي التي يُفرد بها لأن إشراك غيره في العبادة التي يستحقها إلا هو كعدم العبادة إذ الإِشراك إخلال كبير بعبادة الله قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} [النساء: 36]...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{فَاسْجُدُواْ لِلَّهِ وَاعْبُدُواْ} فهذه هي الحقيقة العبادية التي تلتقي بالحقيقة الإيمانية الإلهية، لتكون الحياة كلها سجوداً لله في الفكر والعمل، وعبادةً له في كل جوانب الحياة.