تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (57)

{ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ } من أجر الدنيا { لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } أي : لمن جمع بين التقوى والإيمان ، فبالتقوى تترك الأمور المحرمة من كبائر الذنوب وصغائرها ، وبالإيمان التام يحصل تصديق القلب ، بما أمر الله بالتصديق به ، وتتبعه أعمال القلوب وأعمال الجوارح ، من الواجبات والمستحبات .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (57)

وَلأجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } يخبر تعالى أن ما ادخره{[15216]} الله لنبيه يوسف ، عليه السلام ، في الدار الآخرة أعظم وأكثر{[15217]} وأجل ، مما خوله من التصرف والنفوذ في الدنيا كما قال تعالى في حق سليمان ، عليه السلام : { هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ } [ ص : 39 ، 40 ] .

/خ57


[15216]:- في ت : "ذخره".
[15217]:- في ت : "وأكبر".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (57)

{ ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون } الشرك والفواحش لعظمه ودوامه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (57)

لأجره في الآخرة خير من ذلك له ولكل من آمن واتقى .

والتعبير في جانب الإيمان بصيغة الماضي وفي جانب التقوى بصيغة المضارع ، لأن الإيمان عقد القلب الجازم فهو حاصل دفعة واحدة وأما التقوى فهي متجددة بتجدّد أسباب الأمر والنهي واختلاف الأعمال والأزمان .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (57)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم قال: {ولأجر الآخرة خير}، يعني أكبر، يعني جزاء الآخرة أفضل مما أعطي في الدنيا من الملك، {للذين ءامنوا}، يعني صدقوا بالتوحيد، {وكانوا يتقون}...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ولثواب الله في الآخرة خير للذين آمنوا يقول: للذين صدّقوا الله ورسوله مما أعطي يوسف في الدنيا من تمكينه له في أرض مصر. "وكانُوا يَتّقُونَ "يقول: وكانوا يتقون الله فيخافون عقابه في خلاف أمره واستحلال محارمه، فيطيعونه في أمره ونهيه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{ولأَجْرُ الأخرة خَيْرٌ} لهم. قال سفيان بن عيينة: المؤمن يثاب على حسناته في الدنيا والآخرة، والفاجر يعجل له الخير في الدنيا، وما له في الآخرة من خلاق...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ولما تقدم في هذه الآية الإحسان من العبد، والجري على طريق الحق لا يضيع عند الله ولا بد من حسن عاقبته في الدنيا، عقب ذلك بأن حال الآخرة أحمد وأحرى أن تجعل غرضاً ومقصداً، وهذا هو الذي ينتزع من الآية بحسب المقيدين بالإيمان والتقوى من الناس وفيها مع ذلك إشارة إلى أن حاله من الآخرة خير من حاله العظيمة في الدنيا.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

المراد منه أن يوسف عليه السلام وإن كان قد وصل إلى المنازل العالية والدرجات الرفيعة في الدنيا، إلا أن الثواب الذي أعده الله له في الآخرة خير وأفضل وأكمل...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان هذا مما يستعظمه الناس في الدنيا، وكان عزها لا يعد في الحقيقة إلا إن كان موصولاً بنعيم الآخرة، نبه على ما له في الآخرة مما لا يعد هذا في جنبه شيئاً، فقال مؤكداً لتكذيب الكفرة بذلك: {ولأجر الآخرة خير} ولما كان سياق الأحكام على وجه عام لتعليقها بأوصاف يكون السياق مرغباً فيها أو مرهباً منها أحسن وأبلغ، قال: {للذين آمنوا} أي أوجدوا هذا الوصف {وكانوا} أي بجبلاتهم {يتقون} أي يوجدون الخوف من الله واتخاذ الوقايات منه إيجاداً مستمراً، وهو من أجلهم حظاً وأعلاهم كعباً -كما تقدم بيانه مما يدل على كمال إيمانه وتقواه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

(ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون).. فلا ينقص منه المتاع في الدنيا وإن كان خيرا من متاع الدنيا، متى آمن الإنسان واتقى. فاطمأن بإيمانه إلى ربه، وراقبه بتقواه في سره وجهره. وهكذا عوض الله يوسف عن المحنة، تلك المكانة في الأرض، وهذه البشرى في الآخرة جزاء وفاقا على الإيمان والصبر والإحسان...

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

... والآية الكريمة تبين أن أجر الآخرة خير من هذا الذي رأيناه ليوسف الصديق عليه السلام وإنما يستحقه من كان فيه وصفان: الوصف الأول: الإيمان، فقال: {للذين آمنوا}، وقد أطلق الإيمان، ليشمل الإيمان بالله تعالى، وهو رأس الإيمان، والإيمان بالحق، والإيمان بالفضائل، والإيمان بحقوق الناس وحماية هذه الحقوق، ويصح أن نقول إن الإيمان بالله تعالى يتضمن هذا كله. الوصف الثاني: التقوى، ولذا قال تعالى: {وكانوا يتقون}، أي استمروا على التقوى، والتقوى استشعار خشية الله تعالى، وأن يجعلوا بينهم وبين المفاسد أيا كانت وقاية من الاندحار في مخازي الشيطان.