إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} (57)

ولدفع توهم انحصارِ ثمرات الإحسانِ فيما ذكر من الأجر ، قيل على سبيل التوكيد : { وَلأَجْرُ الآخرة } أي أجرهم في الآخرة ، فالإضافة للملابسة وهو النعيمُ المقيم الذي لا نفاد له . { خَيْرٌ } لهم أي للمحسنين المذكورين وإنما وضع موضعَه الموصولُ فقيل : { للَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } تنبيهاً على أن المراد بالإحسان إنما هو الإيمانُ والثباتُ على التقوى المستفادُ من جمع صيغتي الماضي والمستقبل .