تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا} (64)

{ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ْ } أي : نطلب { فَارْتَدَّا ْ } أي : رجعا { عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ْ } أي رجعا يقصان أثرهما إلى المكان الذي نسيا فيه الحوت فلما وصلا إليه ، وجدا عبدا من عبادنا ، وهو الخضر ، وكان عبدا صالحا ، لا نبيا على الصحيح .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا} (64)

{ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } أي : هذا الذي نطلب { فَارْتَدَّا } أي : رجعا { عَلَى آثَارِهِمَا } أي : طريقهما { قَصَصًا } أي : يقصان أثر مشيهما ، ويقفوان أثرهما .

/خ65

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا} (64)

القول في تأويل قوله تعالى : { قَالَ ذَلِكَ مَا كُنّا نَبْغِ فَارْتَدّا عَلَىَ آثَارِهِمَا قَصَصاً * فَوَجَدَا عَبْداً مّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً } .

يقول تعالى ذكره : فقال موسى لفتاه ذلكَ يعني بذلك : نسيانك الحوت وما كُنّا نَبْغِ يقول : الذي كنا نلتمس ونطلب ، لأن موسى كان قيل له صاحبك الذي تريده حيث تنسى الحوت ، كما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ذلكَ ما كُنّا نَبْغِ قال موسى : فذلك حين أخبرت أني واجد خضرا حيث يفوتني الحوت .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله ، إلا أنه قال : حيث يفارقني الحوت .

وقوله : فارْتَدّا على آثارِهِما قَصَصَا يقول : فرجعا في الطريق الذي كانا قطعاه ناكصين على أديارهما يقصان آثارهما التي كانا سلكاهما . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : قَصصا قال : اتبع موسى وفتاه أثر الحوت ، فشقا البحر راجعين .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قوله : فارْتَدا على آثارِهِما قَصَصا قال : اتباع موسى وفتاه أثر الحوت بشقّ البحر ، وموسى وفتاه راجعان وموسى يعجب من أثر الحوت في البحر ، ودوراته التي غاب فيها .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : رجعا عودهما على بدئهما فارْتَدّا عَلى آثارِهما قَصَصا .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : ثني محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس ، عن أبّي بن كعب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : ذلكَ ما كُنّا نَبْغِ فارْتَدّا عَلى آثارِهما قَصَصا : «أيْ يَقُصّان آثارَهما حتى انْتَهَيا إلى مَدْخَلِ الحُوتِ » .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا} (64)

وقوله تعالى : { قال ذلك } الآية ، المعنى قال موسى لفتاه أمر الحوت وفقده هو الذي كنا نطلب ، فإن الرجل الذي جئنا له ثم ، فرجعا يقصان أثرهما لئلا يخطئان طريقهما ، وقرأ الجمهور «نبغي » بثبوت الياء ، وقرأ عاصم وقوم «نبغ » دون ياء ، وكان الحسن يثبتها إذا وصل ويحذفها إذا وقف ، و «قص الأثر » اتباعه وتطلبه في موضع خفائه .