اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصٗا} (64)

ثم قال موسى : { ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } أي : نطلبه ؛ لأنَّه أمارة الظَّفر بالمطلوب ، وهو لقاء الخضر .

قوله : { نَبْغِى } : حذف{[21208]} نافع وأبو عمرو والكسائي ياء " نَبْغِي " وقفاً ، وأثبتوها وصلاً ، وابن كثير أثبتها في الحالين ، والباقون حذفوها في الحالين ؛ اتِّباعاً للرسم ، وكان من حقِّها الثبوتُ ، وإنما حذفت تشبيهاً بالفواصل ، أو لأنَّ الحذف يؤنس بالحذف ، فإن " ما " موصولة حذف عائدها ، وهذه بخلاف التي في يوسف [ الآية : 65 ] ، فإنها ثابتة عند الجميع ، كما تقدَّم .

قوله : " قصصاً " فيه ثلاثة أوجه :

الأول : أنه مصدر في موضع الحال ، أي : قاصِّين .

الثاني : أنه مصدر منصوب بفعل من لفظه مقدر ، أي : يقصَّان قصصاً .

الثالث : أنه منصوبٌ ب " ارْتدَّا " لأنه في معنى " فقَصَّا " .


[21208]:ينظر: السبعة 391، 403، والنشر 2/316، والتيسير 147، والإتحاف 2/219، والبحر 9/139، والدر المصون 4/471.