تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (38)

ومن عصاه منهم قرنه في الأصفاد وأوثقه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (38)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وآخرين} من مردة الشياطين.

{مقرنين في الأصفاد} موثقين في الحديد.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"وآخَرينَ مُقَرّنينَ فِي الأَصْفادِ" قال: مردة الشياطين في الأغلال...

يقول: في السلاسل.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

وآخرين لم يطيعوه في ما أمرهم من الأعمال في البناء والغوص وغير ذلك من الأعمال جعلهم في الأصفاد، وهي الأغلال، تجعل في الأعناق ليدفع شرهم وسوءهم عن الخلق حين لم يطيعوه في ما أمرهم بالعمل للخلق ليتفرغوا للعبادة...

جهود الإمام الغزالي في التفسير 505 هـ :

الصفد: هو اقتران القدمين معا...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما دل على مطلق تسخيرهم دل على أنه قهر وغلبة كما هو شأن إيالة الملك وصولة العز فقال: {وآخرين} أي سخرناهم له من الشياطين حال كونهم.

{مقرنين} بأمره إلى من يشاكلهم أو مقرونة أيديهم بأرجلهم أو بأعناقهم، وعبر به مثقلاً دون "مقرونين "مثلاً إشارة إلى شدة وثاقهم وعظيم تقرينهم.

ولما كانت مانعة لهم من التصرف في أنفسهم، جعلوا كأنهم بأجمعهم فيها وإن لم يكن فيها إلا بعض أعضائهم مثل {جعلوا أصابعهم في آذانهم} [نوح: 7] فقال: {في الأصفاد}.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{ءَاخَرِينَ} عطف على {كُلَّ بناءٍ وغوَّاصٍ} فهو من جملة بدل البعض، وجمع آخر بمعنى مغاير، فيجوز أن تكون المغايرة في النوع من غير نوع الجن، ويجوز أن تكون المغايرة في الصفة، أي غير بنائين وغوّاصين...

المقرَّن: اسم مفعول من قرنه مبالغة في قرنه أي جعله قريناً لغيره، لا ينفك أحدهما عن الآخر.

{الأصفاد}: جمع صَفَد بفتحتين وهو القيد. يقال: صفده، إذا قيّده، وهذا صنف ممن عبر عنهم بالشياطين شديد الشكيمة يخشى تفلته ويرام أن يستمر يعمل أعمالاً لا يجيدها غيرُه فيصفد في القيود ليعمل تحت حراسة الحراس.

وقد كان أهل الرأي من الملوك يَجعلون أصحاب الخصائص في الصناعات محبوسين حيث لا يتصلون بأحد لكيلا يستهويهم جواسيس ملوك آخرين يستصنعونهم ليتخصص أهل تلك المملكة بخصائص تلك الصناعات، فلا تشاركها فيها مملكة أخرى وبخاصة في صنع آلات الحرب من سيوف ونبال وقِسِيّ ودرق ومَجَانَ وخُوذ وبيضات ودروع، فيجوز أن يكون معنى: {مُقَرَّنينَ في الأصفَادِ} حقيقة، ويجوز أن يكون تمثيلاً لمنع الشياطين من التفلت...

وقد كان ملك سليمان مشتهراً بصنع الدروع السابغات المتقنة، يقال: دروع سليمانية.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (38)

( وآخرين مقرنين في الأصفاد ) أي : وسخرنا له مردة الشياطين حتى قرنهم في سلاسل الحديد وقيود الحديد . قاله قتادة . السدي : الأغلال . ابن عباس : في وثاق . ومنه قول الشاعر :

فآبُوا بالنِّهابِ وبالسبايا *** وأبْنَا بالملوك مُصَفَّدِينَا

قال يحيى بن سلام : ولم يكن يفعل ذلك إلا بكفارهم ، فإذا آمنوا أطلقهم ولم يسخرهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (38)

ولما دل على مطلق تسخيرهم ، دل على أنه قهر وغلبة كما هو شأن أيالة الملك وصولة العز فقال : { وآخرين } أي سخرناهم له من الشياطين حال كونهم { مقرنين } بأمره إلى من يشاكلهم أو مقرونة أيديهم بأرجلهم أو بأعناقهم ، وعبر به مثقلاً دون " مقرونين " مثلاً إشارة إلى شدة وثاقهم وعظيم تقرينهم . ولما كانت مانعة لهم من التصرف في أنفسهم ، جعلوا كأنهم بأجمعهم فيها وإن لم يكن فيها إلا بعض أعضائهم مثل{ جعلوا أصابعهم في آذانهم }[ نوح : 7 ] فقال : { في الأصفاد } أي : القيود التي يوثق بها الأسرى من حديد أو قيد أو غير ذلك ، جمع صفد - بالتحريك ، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن عفريتاً من الجن تفلت عليّ البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم ، فذكرت دعوة أخي سليمان { هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي } فرددته خاسئاً " ، وقد حكمه الله في بعض الجن ، فحمي من الذين يطعنون دار مولده ودار هجرته ، روى أحمد في مسنده بسند حسن إن شاء الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة ، على كل نقب منهما ملك ، فلا يدخلهما الدجال ولا الطاعون " هذا في البلدين ، وأما المدينة خاصة ففيها أحاديث عدة عن عدة من الصحابة في الصحيحين وغيرهما ، وقد عوض الله نبينا صلى الله عليه وسلم عن الشياطين التأييد بجيوش الملائكة في غزواته ، وقد كان نبينا عبداً كما اختار فلم يكن له حاجة بغير ذلك .