الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَءَاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلۡأَصۡفَادِ} (38)

{ وَءاخَرِينَ } عطف على كل داخل في حكم البدل ، وهو بدل الكل من الكل : كانوا يبنون له ما شاء من الأبنية ، ويغوصون له فيستخرجون اللؤلؤ ، وهو أوّل من استخرج الدرّ من البحر ، وكان يقرّن مردة الشياطين بعضهم مع بعض في القيود والسلاسل للتأديب والكف عن الفساد . وعن السدي : كان يجمع أيديهم إلى أعناقهم مغللين في الجوامع . والصفد القيد ، وسمي به العطاء لأنه ارتباط للمنعم عليه ، ومنه قول عليّ رضي الله عنه : من برّك فقد أسرك ، ومن جفاك فقد أطلقك . ومنه قول القائل : غلّ يداً مطلقها ، وأرقّ رقبة معتقها . وقال حبيب : إنّ العطاء إسار ؛ وتبعه من قال :

وَمَنْ وَجَدَ الإحْسَانَ قَيْداً تَقَيَّدَا *** . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وفرقوا بين الفعلين فقالوا : صفده قيده ، وأصفده أعطاه ، كوعده وأوعده .