تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَثَمُودُ وَقَوۡمُ لُوطٖ وَأَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَحۡزَابُ} (13)

{ وَثَمُود } قوم صالح ، { وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ } أي : الأشجار والبساتين الملتفة ، وهم قوم شعيب ، { أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ } الذين اجتمعوا بقوتهم وعَدَدِهمْ وعُدَدِهمْ على رد الحق ، فلم تغن عنهم شيئا .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَثَمُودُ وَقَوۡمُ لُوطٖ وَأَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَحۡزَابُ} (13)

" وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة " أي الغيضة . وقد مضى ذكرها في " الشعراء " . وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر : " ليكة " بفتح اللام والتاء من غير همز . وهمز الباقون وكسروا التاء . وقد تقدم هذا . " أولئك الأحزاب " أي هم الموصوفون بالقوة والكسرة ، كقولك فلان هو الرجل .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَثَمُودُ وَقَوۡمُ لُوطٖ وَأَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَحۡزَابُ} (13)

ولما كانت ثمود أضخم الناس بعدهم بما لهم من إتقان الأبنية في الجبال والسهول والتوسع بعمارة الحدائق وإنباط العيون وغير ذلك من الأمور ، مع مناسبتهم لهم في رؤية الآيات المحسوسة الظاهرة العظيمة أتبعهم بهم فقال : { وثمود } واستمروا فيما هم فيه إلى أن رأوا علامات العذاب من صفرة الوجوه ثم حمرتها ثم سوادها ، ولم يكن لهم في ذلك زاجر يردهم عن عزتهم وشقاقهم .

ولما كان الحامل لثمود على المعصية الموجبة العذاب النساء لأن عاقر الناقة ما اجترأ على عقرها إلا لامرأة منهم جعلت له على عقرها زواجها ، وكان الموجب لعذاب قوم لوط إتيان الذكور ، فالجامع بينهم شهوة الفرج مع الطباق بالذكور والإناث ، ومع أن عذاب ثمود برجف ديارهم ، وعذاب قوم لوط بقلع مدائنهم وحملها ثم قلبها ، أتبعهم بهم فقال معبراً بما يدل على قوتهم مضيفاً لهم إلى نبيهم عليه السلام لأنهم عدة مداين ليس لهم اسم جامع كقوم نوح عليه السلام : { وقوم لوط } أي الذين لهم قوة القيام بما يحاولونه واستمروا في عزتهم وشقاقهم حتى ضربوا بالعشا وطمس الأعين ، ولم يقدروا على الوصول إلى ما أرادوا من الدخول إلى بيت لوط عليه السلام ولا التمكن مما أرادوا ولم يردهم ذلك عن عزتهم وشقاقهم ، بل توعدوه بطلوع النهار .

ولما ذكر أهل المدر ، أتبعهم طائفة من أهل الوبر يقاربونهم في الاستعصاء بالشجر ، مع أن عذابهم بظلة النار كما كان لقوم لوط عليه السلام حجارة من نار فقال : { وأصحاب لئيْكَةِ } ثم عظم أمرهم تهويناً لأمر قريش وردعاً لهم بالحث على استحضار عذابهم فقال : { أولئك } أي العظماء في التجند والاجتماع على من يناوونه { الأحزاب * } أي الذين أقصى رتب هؤلاء في المخالفة أن يكونوا مثل حزب منهم .