فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَثَمُودُ وَقَوۡمُ لُوطٖ وَأَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَحۡزَابُ} (13)

{ الأيكة } : الغيضة-وهي الأرض ذات الأشجار الكثيرة .

{ الأحزاب } : الذين تحزبوا واجتمعوا على تكذيب رسلهم .

وقوم لوط ، وأصحاب الغيضة ذات الشجر-الذين أرسل إليهم شعيب-كذبوا الرسل ، وأولئك هم أصحاب التحزب والتجمع على تكذيب رسل الله إليهم ، ما كل طائفة وقوم منهم إلا مكذب الرسل فاستوجبوا عقابي العاجل منه والآجل ، وما ينتظر قومك المكذبون لك إلا زجرة من عندنا تحل وتنزل بهم عقابا وذلا وخزيا لا ينفك عنهم ولا يتأخر ، ومثلما استهزؤوا بالرسول صلى الله عليه وسلم بما حكى القرآن عنهم { . . . وقالوا ساحر كذاب } وسخروا من الدعوة إلى الله الواحد : { أجعل الآلهة إلها واحدا . . } ، ثم بينت الآية هذه سخريتهم من أمر البعث والحساب والثواب والعقاب إذ قالوا : { . . ربنا عجل لنا قطنا } دعوا الله الكبير المتعال أن يعجل لهم صحائفهم وصكاكهم قبل يوم الحساب-إن كان الأمر كما يقول محمد-ليطلعوا على ما أعد لهم ، أو أن يعجل لهم حظهم ونصيبهم من نعيم الجنة-إذا صح أن هناك جنة-أو نصيبهم من العذاب الذي وعدوه ، وذلك كما بينت آية في سورة الأنفال : { وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } .