فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَثَمُودُ وَقَوۡمُ لُوطٖ وَأَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَحۡزَابُ} (13)

{ وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ } أي الغيضة ، وهي الأشجار الملتفة المجتمعة وقد تقدم تفسيرها في سورة الشعراء ومعنى : { أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ } أنهم الموصوفون بالقوة والكثرة كقولهم فلان هو الرجل ، وقريش وإن كانوا حزبا كما قال الله تعالى فيما تقدم : { جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ } ولكن هؤلاء الذين قصهم الله علينا من الأمم السالفة هم أكثر منهم عددا ، وأقوى أبدانا ، وأوسع أموالا وأعمارا . وقيل ، إن المعنى أن مشركي قريش من أولئك الأحزاب ، وهم هم ، ومنهم وجد التكذيب ، وهذه الجملة مستأنفة أو خبر ، والمبتدأ قوله . وعاد كذا قال أبو البقاء وهو ضعيف ، بل الظاهر أن { عاد } وما بعده معطوفات على قوم نوح ، والأولى أن تكون هذه الجملة خبرا لمبتدأ محذوف أو بدلا من الأمم المذكورة .