النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَثَمُودُ وَقَوۡمُ لُوطٖ وَأَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَحۡزَابُ} (13)

{ وثمود } وهم عرب وحكى مقاتل أن عاداً وثمود أبناء عم ، وكانت منازل ثمود بالحجر بين الحجاز والشام منها وادي القرى ، بعث الله إليهم صالحاً ، واختلف في إيمانهم به ، فذكر ابن عباس أنهم آمنوا ثم مات فرجعوا بعده عن الإيمان فأحياه الله تعالى وبعثه إليهم ، وأعلمهم أنه صالح فكذبوه وقالوا قد مات صالح فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين فأتاهم الله الناقة ، فكفروا وعقروها ، فأهلكهم الله .

وقال ابن إسحاق : إن الله بعث صالحاً شاباً فدعاهم حتى صار شيخاً ، فعقروا الناقة ولم يؤمنوا حتى هلكوا .

{ وقوم لوط } لم يؤمنوا حتى أهلكهم الله تعالى . قال مجاهد : وكانوا أربعمائة ألف بيت في كل بيت عشرة . وقال عطاء ما من أحد من الأنبياء إلا يقوم معه يوم القيامة قوم من أمته إلا آل لوط فإنه يقوم القيامة وحده .

{ وأصحاب الأيكة } بعث الله إليهم شعيباً . وفي { الأيكة } قولان : أحدهما : أنها الغيضة ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنه الملتف من النبع والسدر قاله أبو عمرو بن العلاء . قال قتادة : بعث شعيب إلى أمتين من الناس إلى أصحاب الأيكة وإلى مدين ، وعذبتا بعذابين .

{ أولئك الأحزاب } يحتمل وجهين : أحدهما : أحزاب على الأنبياء بالعداوة . الثاني : أحزاب الشياطين بالموالاة .