فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَثَمُودُ وَقَوۡمُ لُوطٖ وَأَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلۡأَحۡزَابُ} (13)

{ وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وأصحاب الأَيْكَةِ } الأيكة : الغيضة ، وقد تقدّم تفسيرها ، واختلاف القرّاء في قراءتها في سورة الشعراء ، ومعنى { أُوْلَئِكَ الأحزاب } أنهم الموصوفون بالقوّة ، والكثرة كقولهم : فلان هو الرجل ، وقريش وإن كانوا حزباً كما قال الله سبحانه فيما تقدّم : { جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مّن الأحزاب } [ ص : 11 ] ؛ ولكن هؤلاء الذين قصهم الله علينا من الأمم السالفة هم أكثر منهم عدداً ، وأقوى أبداناً ، وأوسع أموالاً وأعماراً ، وهذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة ، ويجوز أن تكون خبراً ، والمبتدأ قوله : { وَعَادٌ } كذا قال أبو البقاء ، وهو ضعيف ، بل الظاهر أن { عاد } ، وما بعده معطوفات على { قوم نوح } ، والأولى أن تكون هذه الجملة خبراً لمبتدأ محذوف ، أو بدلاً من الأمم المذكورة .