تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا} (26)

{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ } أي : أكثر [ له ] من السجود ، ولا يكون ذلك إلا بالإكثار من الصلاة{[1316]} . { وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا } وقد تقدم تقييد هذا المطلق بقوله : { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } الآية


[1316]:- في ب: وذلك متضمن لكثرة الصلاة.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا} (26)

" ومن الليل فاسجد له " يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة . " وسبحه ليلا طويلا " يعني التطوع في الليل . قاله ابن حبيب . وقال ابن عباس وسفيان : كل تسبيح في القرآن فهو صلاة . وقيل : هو الذكر المطلق سواء كان في الصلاة أو في غيرها وقال ابن زيد وغيره : إن قوله : " وسبحه ليلا طويلا " منسوخ بالصلوات الخمس وقيل : هو ندب . وقيل : هو مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم . وقد تقدم القول في مثله في سورة " المزمل " {[15706]} وقول ابن حبيب حسن . وجمع الأصيل : الأصائل والأصل ، كقولك سفائن وسفن . قال :

ولا بأحسنَ منها إذ دَنَا الأُصُلُ

وقال{[15707]} في الأصائل ، وهو جمع الجمع :

لعمري لأنت البيتُ أُكْرِمَ أهلُهُ *** وأقعدُ في أفيائه بالأصائِلِ

وقد مضى في آخر " الأعراف " {[15708]} مستوفى . ودخلت " من " على الظرف للتبعيض ، كما دخلت على المفعول في قوله تعالى : " يغفر لكم ذنوبكم " [ الصف : 12 ] .


[15706]:راجع ص 38 من هذا الجزء.
[15707]:قاله أبو ذؤيب الهذلي.
[15708]:راجع جـ 7 ص 355.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا} (26)

{ بكرة وأصيلا } هذا أمر بذكر الله في كل وقت ، وقيل : إشارة إلى الصلوات الخمس ، فالبكرة صلاة الصبح ، والأصيل الظهر والعصر ، ومن الليل المغرب والعشاء .