تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

ثم ذكر وصف ذلك اليوم ، الذي يقع فيه{[870]}  العذاب ، فقال : { يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا } أي : تدور السماء وتضطرب ، وتدوم حركتها بانزعاج وعدم سكون .


[870]:- كذا في ب، وفي أ: يقع به.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

ويعقب هذا الإيقاع الرهيب مشهد مصاحب له رهيب :

( يوم تمور السماء مورا ، وتسير الجبال سيرا ) . .

ومشهد السماء الثابتة المبنية بقوة وهي تضطرب وتتقلب كما يضطرب الموج في البحر من هنا إلى هناك بلا قوام .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوۡرٗا} (9)

و : { تمور } معناه : تذهب وتجيء بالرياح متقطعة متفتتة ، والغبار الموار : الذي يجتمع ويذهب ويجيء بالريح ، ثم هو كله إلى الذهاب ، ومنه قول الأعرابي :

وغادرت التراب مورا . . . يصف سنة قحط . وأنشد معمر بن المثنى

بيت الأعشى : [ البسيط ]

مور السحابة لا ريث ولا عجل . . . {[10636]}

أراد مضيها ، وقال الضحاك : { تمور } تموج . وقال مجاهد : تدور . وقال ابن عباس : تشقق ، وهذه كلها تفاسير بالمعنى ، لأن السماء العلو يعتريها هذا كله .


[10636]:هذا عجز بيت من قصيدة الأعشى المعروفة(ودع هريرة إن الركب مُرتحل)، والبيت بتمامه على رواية ابن المثنى: كأن مِشيتها من بيت جارتها مور السحابة لا ريث ولا عجل أما الرواية المشهورة، وهي التي في الديوان-ففيها(مر السحابة)، وعليها فلا شاهد في البيت، وقد استشهد به أبو عبيدة في (مجاز القرآن)، وفي اللسان أن المور هو الترهيؤ، ومعناه: التحرك والمجيء والذهاب كما تتكفأ النخلة العيدانة، يصفها بأنها عند عودتها من بيت جارتها تمشي في حركة مترددة وتتمايل في خيلاء، وهي لا تبطئ في مشيتها ولا تسرع بل تمضي في يسر وسهولة.