ثم ها هو ذا المشهد يقترب من نهايته . والمعركة تصل إلى ذروتها . . إن موسى وقومه أمام البحر ليس معهم سفين ولا هم يملكون خوضه وما هم بمسلحين . وقد قاربهم فرعون بجنوده شاكي السلاح يطلبونهم ولا يرحمون !
وقالت دلائل الحال كلها : أن لا مفر والبحر أمامهم والعدو خلفهم :
( قال أصحاب موسى : إنا لمدركون ) . .
وبلغ الكرب مداه ، وإن هي إلا دقائق تمر ثم يهجم الموت ولا مناص ولا معين !
فلما لحق فرعون بجمعه جمع موسى وقرب منهم ورأت بنو إسرائيل العدد القوي وراءهم والبحر أمامهم ساءت ظنونهم وقالوا لموسى عليه السلام على جهة التوبيخ والجفاء { إنا لمدركون } أي هذا رأيك ، فرد عليهم قولهم وزجرهم وذكر وعد الله له بالهداية والظفر ، وقرأ الجمهور «إنا لمدركون » ، وقرأ الأعرج وابن عمير «إنا لمدَرّكون » بفتح الدال وشدّ الراء{[8939]} ومعناها يتتابع علينا حتى نفنى ، وقرأ حمزة «تريءَ الجمعان » بكسر الراء بمد ثم بهمز ، وروي مثله عن عاصم ، وروي أيضاً عنه مفتوحاً ممدوداً ، والجمهور يقرؤونه مثل تداعى وهذا هو الصواب ، لأنه تفاعل ، قال أبو حاتم وقراءة حمزة في هذا الحرف محال ، وحمل عليه ، قال وما روي عن الأعمش وابن وثاب خطأ{[8940]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.