الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَمَّا تَرَـٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ} (61)

ثم قال تعالى{[51044]} : { فلما تراءا الجمعان }[ 61 ] ، أي : رأى بعضهم بعضا : قال أصحاب موسى { إنا لمدركون }[ 61 ] ، أي : لملحقون .

وقرأ{[51045]} الأعرج{[51046]} وعبيد بن عمر { لمدركون }{[51047]} بالتشديد وهو مفتعلون ، ومعنى التخفيف لملحقون{[51048]} ، ومعنى التشديد : لمجتهد{[51049]} في لحاقنا ، كما يقال{[51050]} : كسبت بمعنى أصبت وظفرت{[51051]} . وأكسبت{[51052]} بمعنى اجتهدت وطلبت .

وروي{[51053]} : أنهم{[51054]} قالوا ذلك{[51055]} تشاءموا بموسى وقالوا : أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا .

قال السدي{[51056]} : لما نظرت بنو إسرائيل إلى فرعون ، وقد ردفهم قالوا : إنا لمدركون ، قالوا : يا موسى أوذينا من قبل أن تأتينا{[51057]} ، فكانوا يذبحون أبناءنا ، ويستحيون نساءنا ، ومن بعد ما جئتنا اليوم يدركنا فرعون فيقتلنا إنا لمدركون ، البحر من{[51058]} بين أيدينا ، وفرعون من خلفنا .

وعن ابن عباس أنه قال{[51059]} : لما انتهى موسى البحر ، هاجت الريح{[51060]} العواصف والقواصف ، فنظر أصحاب موسى خلفهم إلى الرهج{[51061]} وإلى البحر أمامهم فقالوا يا موسى : إنا لمدركون .


[51044]:"تعالى" سقطت من ز.
[51045]:انظر: شواذ القرآن ص108.
[51046]:هو عبد الرحمن بن هرمز، أبو داود، من موالي بني هاشم، عرف بالأعرج: حافظ قارئ من أهل المدينة. أدرك أبا هريرة وأخذ عنه. توفي رحمه الله حوالي 117هـ انظر: نزهة الألباء 18، تذكرة الحفاظ 1/91، طبقات القراء 1/318، والأعلام 4/116.
[51047]:ز: لمدركون.
[51048]:ز: للحقون.
[51049]:ز: للمجتهد.
[51050]:انظر: اللسان 1/716 مادة: كسب.
[51051]:ز: وظهرت.
[51052]:ز: واكتسبت.
[51053]:هو مروي عن المعتمر بن سليمان عن أبيه، انظر: ابن جرير19/79.
[51054]:بعده في ز: إئما.
[51055]:"ذلك" سقطت من ز
[51056]:انظر: تفسير الطبري19/79.
[51057]:ز: يأتينا.
[51058]:"من" سقطت من ز.
[51059]:انظر: تفسير الطبري 19/79.
[51060]:ز: الرياح.
[51061]:في تفسير الطبري "البحر" انظر: 19/79 وهو الغبار: لسان: رهج.