تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

{ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } أي : هذا الثواب الجزيل ، والنعيم المقيم ، نُزُلٌ وضيافة { مِنْ غَفُورٍ } غفر لكم السيئات ، { رَحِيمٌ } حيث وفقكم لفعل الحسنات ، ثم قبلها منكم . فبمغفرته أزال عنكم المحذور ، وبرحمته ، أنالكم المطلوب .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

ويزيدونها لهم جمالاً وكرامة : ( نزلاً من غفور رحيم ) . فهي من عند الله أنزلكم إياها بمغفرته ورحمته . فأي نعيم بعد هذا النعيم ?

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

{ نزلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } أي : ضيافة وعطاء وإنعاما من غفور لذنوبكم ، رحيم بكم رءوف ، حيث غفر ، وستر ، ورحم ، ولطف .

/خ32

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

وقوله : نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ يقول : أعطاكم ذلك ربكم نزلاً لكم من ربّ غفور لذنوبكم ، رحيم بكم أن يعاقبكم بعد توبتكم ونصب نُزُلاً على المصدر من معنى قوله : وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أنْفُسُكُمْ ولَكُمْ فِيها ما تَدّعُونَ لأن في ذلك تأويل أنزلكم ربكم بما يشتهون من النعيم نُزُلاً .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

{ نزلا من غفور رحيم } حال من ما تدعون للإشعار بأن ما يتمنون بالنسبة إلى ما يعطون مما لا يخطر ببالهم كالنزل للضيف .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ} (32)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

هذا الذي أعطاكم الله كان {نزلا من غفور رحيم}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ" يقول: أعطاكم ذلك ربكم نزلاً لكم من ربّ غفور لذنوبكم، رحيم بكم أن يعاقبكم بعد توبتكم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعضهم: {نُزُلاً} أي رزقا {من غفور رحيم} وهو من الإنزال.

وقال بعضهم: {نُزُلاً} أي إنزالا في المنزل {من غفور رحيم}، والله أعلم...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

{نُزُلاً}: أي فضلاً وعطاءً، وتقدمةً لما يستديم إلى الأبد من فنون الأفضال ووجوه المبارِّ.

{مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ}: وفي ذلك مساغٌ لآمال المذنبين؛ لأنهم هم الذين يحتاجون إلى المغفرة، ولولا رحمته لما وصلوا إلى مغفرته...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

النزل: رزق النزيل وهو الضيف.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان هذا كله بالنسبة إلى ما يعطون شيئاً يسيراً، نبه عليه بقوله: {نزلاً} أي هذا كله يكون لكم كما يقدم إلى الضيف عند قدومه إلى أن يتهيأ ما يضاف به. ولما كان من حوسب عذب، فلا يدخل أحد الجنة إلا بالرحمة، أشار إلى ذلك بقوله: {من} أي كائناً النزل من {غفور} له صفة المحو للذنوب عيناً وأثراً على غاية لا يمكن وصفها {رحيم} أي بالغ الرحمة بما ترضاه الإلهية. فالحاصل أن المفسد يقيض الله له قرناء السوء من الجن والإنس يزيدونه فساداً والمصلح ييسر الله له أولياء الخير من الإنس والملائكة يعينونه ويحببونه في جميع الخيرات ويبعدونه ويكرهونه في جميع المضرات -والله يتولى الصالحين.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والنزُل بضم النون وضم الزاي: ما يُهَيَّأ للضيف من القِرى، وهو مشتق من النزول لأنه كرامة النزيل، وهو هنا مستعار لما يُعطَوْنَه من الرغائب سواء كانت رزقاً أم غيره. ووجه الشبه سرعة إحضاره كأنه مُهَيَّأٌ من قبلِ أن يشتهوه أو يتمنوه.

و {من غَفُورٍ رحيمٍ} صفة {نُزُلاً}، و {مِنْ} ابتدائية.

وانتصب {نُزُلاً} على الحال من {مَا تَشتهي أنفُسُكم}. و {مَا تَدَّعُونَ} حال كونه كالنزل المهيّأ للضيف، أي تعطونه كما يعطى النزل للضيف.

وأوثرت صفتا (الغفور الرحيم) هنا للإِشارة إلى أن الله غفر لهم أو لأكثرهم اللممَ وما تابوا منه، وأنه رحيم بهم لأنهم كانوا يحبونه ويخافونه ويناصرون دينه.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

النُّزُل هو المكان الذي أُعِدَّ للضيف ينزل فيه، ولا بُدَّ أنْ يعد هذا المكان بحيث يجد فيه الضيفَ كل ما يريد، فهو موطن الكرم، لذلك نسمي الفندق نُزُل، نعم نُزُل أعدَّه البشر للبشر، لكن الجنةَ نُزُل أعدَّه ربُّ البشر وخالقهم، أعدَّه لهم الغفور الرحيم بهم.

لذلك قلنا: إننا لما ذهبنا إلى (سان فرانسيسكو) وجدنا هناك فنادق على درجة عالية من الرقي وجودة الخدمة، ورأيت الإعجاب بها في أعين زملائي فأردتُ أنْ ألفتهم لفتةً إيمانية، فقلت لهم: تعجبون مما ترونه، انظروا إليه نظرةَ تأمل، فهذا ما أعدَّه البشر للبشر، فكيف بما أعدَّه الله ربُّ البشر للبشر؟...

وقوله: {نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} دل على أن هذا النُّزل وهذا النعيم لا يناله العبد بعمله، إنما يناله بمغفرة الله ورحمته، وهذا يُفسِّر لنا الحديث النبوي الشريف:"لا يدخل أحد الجنة بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته".