تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَنَسُوقُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرۡدٗا} (86)

وأما المجرمون ، فإنهم يساقون إلى جهنم وردا ، أي : عطاشا ، وهذا أبشع ما يكون من الحالات ، سوقهم على وجه الذل والصغار إلى أعظم سجن وأفظع عقوبة ، وهو جهنم ، في حال ظمئهم ونصبهم يستغيثون فلا يغاثون ، ويدعون فلا يستجاب لهم ، ويستشفعون فلا يشفع لهم ، ولهذا قال : { لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَنَسُوقُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرۡدٗا} (86)

وأما المجرمون فمسوقون إلى جهنم وردا كما تساق القطعان . ( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَنَسُوقُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرۡدٗا} (86)

وقوله : وَنَسُوقُ المُجْرِمينَ إلى جَهَنّمَ وِرْدا يقول تعالى ذكره : ونسوق الكافرين بالله الذين أجرموا إلى جهنم عطاشا . والوِرد : مصدر من قول القائل : وردت كذا أرِده وِردا ، ولذلك لم يجمع ، وقد وصف به الجمع . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : وَنَسُوقُ المُجْرِمينَ إلى جَهَنّمَ وِرْدا يقول : عطاشا .

حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن شعبة ، عن إسماعيل ، عن رجل ، عن أبي هريرة وَنَسُوقُ المُجْرِمينَ إلى جَهَنّمَ وِرْدا قال : عطاشا .

حدثني يعقوب والفضل بن صباح ، قالا : حدثنا إسماعيل بن عُلَيّة ، عن أبي رجاء ، قال : سمعت الحسن يقول في قوله : وَنَسُوقُ المُجْرِمينَ إلى جَهَنّمَ وِرْدا قال : عطاشا .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن يونس ، عن الحسن ، مثله .

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : إلى جَهَنّمَ وِرْدا قال : ظماء إلى النار .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَنَسُوقُ المُجْرِمينَ إلى جَهَنّمَ وِرْدا سوقوا إليها وهم ظمء عطاش .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، قال : سمعت سفيان يقول في قوله : وَنَسُوقُ المُجْرِمينَ إلى جَهَنّمَ وِرْدا قال : عطاشا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَنَسُوقُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرۡدٗا} (86)

و «السوق » يتضمن هواناً لأنهم يحفزون{[8049]} من ورائهم ، و «الِورد » العطاش ، قاله ابن عباس وأبو هريرة والحسن ، وهم القوم الذين يحتفزون من عطشهم لورود لماء ، ويحتمل أن يكون المصدر ، والمعنى نوردهم { ورداً } وهكذا يجعله من رأى في القرآن أربعة أوراد في النار وقد تقدم ذكر ذلك{[8050]} في هذه السورة .


[8049]:حفزه حفزا: دفعه من خلفه بالسوق أو بغيره.
[8050]:وذلك عند تفسير قوله تعالى في الآية (71) من هذه السورة: {وإن منكم إلا واردها}.