غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَنَسُوقُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرۡدٗا} (86)

66

وخص المجرمون بالسوق إلى جهنم ورداً أي وهم الذين يردون الماء ، وفيه من الإهانة ما فيه كأنهم نعم عطاش تساق إلى الماء . وقال جار الله : حقيقة الورد المسير إلى الماء فسمي به الواردون . قال بعض العلماء : في الآية دلالة على أن أهوال يوم القيامة تختص بالمجرمين قال بعض العلماء إن المتقين من الابتداء يحشرون على هذا النوع من الكرامة فكيف ينالهم بعد ذلك شدة ؟ قلت : يحتمل أن يكون الحشر إلى الرحمان غير الحشر إلى الموقف ، فيراد بالحشر إلى الرحمان أي إلى دار كرامته وسوقهم إلى الجنة لقوله : { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً } [ الزمر : 73 ] وهذا بعد امتياز الفريقين ، فالأمن الكلي فيما بعد هذه الحالة لا ينافي الخوف والدهشة فيما قبلها كما ورد في حديث الشفاعة وغيره .

/خ98