وكذلك سوقُ المجرمين إنما هو لدخُولِ النَّارِ . و{ وَفْداً } قال المفسرون : معناه رُكْباناً ، وهي عادةُ الوفود لأَنهم سَرَاةُ الناسِ ، وأَحسنهم شَكْلاً ، وإنما شَبَّههم بالوفْدِ هيئة ، وكرامة ، وروي عن عَلِيِّ رضي اللّه عنه أَنهم يَجِيئُونَ رُكْباناً على النُّوقِ المحلاَّة بحِلْيةِ الجنَّة : خطمُها من يَاقُوتٍ ، وزَبَرْجَدٍ ، ونحو هذا . وروى عمرو بْنُ قيس المَلاَّئِي : أنهم يركبون على تماثيل مِنْ أَعمالهم الصَّالِحة ، وهي في غَاية الحُسْن ، وروي : أَنه يركب كُلُّ واحدٍ منهم ما أَحبَّ فمنهم : مَنْ يركبُ الإبلَ ، ومنهم : مَنْ يركب الخَيْلَ ، ومنهم مَنْ يركب السُّفُنَ ، فتجيء عَائِمةٌ بهم ، وقد ورد في «الضَّحَايَا » : أَنها مَطَايَاكُمْ إلَى الجَنَّةِ وأَكْثَر هذه فيها ضَعْفٌ مِنْ جهة الإِسْناد . والسَّوْقُ : يتضمن هَوَاناً ، والورودُ : العطاش ، قاله ابن عباس وأَبُو هريرة ، والحَسَنُ . واختُلِفَ في الضَّمِير في قوله : { لاَّ يَمْلِكُونَ } [ مريم : 87 ] .
فقالت فِرْقةٌ : هو عائد على { المجرمين } أي : لا يملكون أَنْ يَشْفَعَ لهم وعلى هذا فالاِسْتِثْنَاءُ مُنقَطِع ، أيْ : لكن من اتخذ عند الرحمن عهداً يشفعُ له ، والعهدُ عَلَى هذا الأَيْمان ، وقال ابنُ عباسٍ : العهدُ : لاَ إلَهَ إلاَّ اللّهُ ، وفي الحدِيث : يقول اللّهُ تعالى يَوْمَ القِيَامة : ( مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدِي عَهْدٌ ، فَلْيَقُمْ ) . قال ( ع ) : ويحتمل : أَنْ يكون المجرمون يعمُّ الكَفَرَةَ والعُصَاة ، أيْ : إلاَّ من اتخذ عند الرحمن عَهْداً من عُصَاةِ المؤْمِنِينَ فإنه يشفع لهم ، ويكون الاِسْتِثْناء مُتَّصِلاً . وقالت فِرْقَةٌ : الضميرُ في { لاَّ يَمْلِكُونَ } للمتقين .
وقوله : { إِلاَّ مَنِ اتخذ } الآية أيْ : إلاَّ من كان له عملٌ صَالِحٌ مبرورٌ [ فيشفَعُ ] فيُشَفَّع ، وتحتملُ الآية أَنْ يُرادَ ب«مَنْ » النبي صلى الله عليه وسلم وبالشَّفَاعَة الخاصَّة له العامة في أَهل الموقِفِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.